الإيمان بالقضاء والقدر
Belief in fate and destiny
روى الشيخان في صحيحيّهِما؛ عن عُمر بن الخطاب رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمْ لمَّا سألهُ جبريل عليهِ السلام عن الإيمان ، قال: (أن تؤمن بالله ، وملائكتِه ، وكُتُبِه ، ورُسُلِهْ ، واليومِ الآخِرْ ، وتؤمِنْ بالقدر خيرِهْ وشرِّهْ).
مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر (The concept of belief in fate and destiny):
هو سادِس أركان الإيمان في عقيدة أهل السنة والجماعة ، والقضاء والقدر إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا؛ فإذا اجتمعا في نصّ واحِدْ كان لكل واحدٍ منهما معنى مُختلف عن الآخر؛ قال الخطَّابي: "جماع القول في هذا الباب أنهما أمران لا ينفكّ أحدهما عن الآخرْ؛ لأن أحدِهِما بمنزلة الأساس ، والآخر بمنزلة البناء فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضِهْ".
فالقضاء والقدر: هو ما سبق به العلم ، وجرى بهِ القلم؛ مما هو كائن إلى الأبد ، وأنَّهُ عزَّ وجلّ قدّرَ مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل ، وعلِمَ سُبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقاتٍ معلومة عندهُ تعالى ، وعلى صِفاتٍ مخصوصة ، فهي تقع على حسب ما قدرها ، وقد قيل أيضًا في مفهوم القضاء والقدر: هو أنَّ الله تعالى عَلِمَ مقادير الأشياء وأزمانِها قبل إيجادِها ثم أوجد ما سبق في عِلمه أنَّهُ يوجد ، فكُل مُحدَثْ صادِرْ عن عِلمِه وقدرتِهِ وإرادتِهِ تعالى.
أدلّة الإيمان بالقضاء والقدر (Evidence for belief in fate and destiny):
قال تعالى: {ولكن ليقضيَّ اللهُ أمرًا كان مفعولًا} {الآية 42: سورة الأنفال}.
قال تعالى: {وخلق كل شئ فقدره تقديرًا} {الآية 2: سورة الفرقان}.
قال تعالى: {وكان أمرُ اللهِ قدرًا مقدورًا} {الآية 38: سورة الأحزاب}.
قال تعالى: {إنَّا كل شئٍ خلقناهُ بقدر} {الآية 49: سورة القمر}.
قال تعالى: {والذي قدَّرَ فهدى} {الآية 3: سورة الأعلى}.
روى التِرمذيّ وأحمد في صحيحيّهِما؛ عن عليّ بن أبي طالبٍ رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بِأربع: يشهدُ أن لا إله إلا الله ، وأنِّي رسول الله بعثني بالحقّ ، ويؤمن بالموت ، وبالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر).
روى البُخاري في صحيحِه؛ عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: (المؤمن القويّ ، خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كُل خير احرِصْ على ما ينفعك ، واستعِنْ بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شئ ، فلا تقُلْ لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قُلْ: قدَّرَ الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
روى التِرمِذيّ وأحمد في صحيحيّهِما؛ عن جابر بن عبد الله رضيَّ اللهُ عنهما ، قال: قال رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيرِهْ وشَّرِّهْ ، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكُن ليصيبُهْ).
روى مُسلِمْ في صحيحِه؛ عن عبدُ الله بن عمر رضيَّ اللهُ عنهما ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: (كُلُّ شئٍ بقدر ، حتى العجز والكيْس ، أو الكيس والعجز).
الفرق بين القضاء والقدر (The difference between fate and destiny):
القدر: هو ما قدَّرَّهُ اللهُ سبحانهُ من عِلمٍ سابقٍ موجودٌ منذُ الأزل في أمور خلقِهِ جميعًا؛ أمَّا القضاء فهو: ما قضى اللهُ بِهِ سبحانهُ وتعالى من أمور أوجدها الله في سابِق قدَرِهْ من الخلق والإيجادْ ، و الدليلُ على أن القضاء هو الخلق والإيجاد ما ذكرهُ اللهُ تعالى في كِتابِهْ: {فقضاهُنَّ سبع سماوات} {الآية 12: سورة فُصِّلَّتْ} ، وقولِه تعالى: {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول لهُ كُنْ فيكون} {الآية 117: سورة البقرة}.
درجات الإيمان بالقضاء والقدر (Degrees of Belief in fate and destiny):
الإيمان الواجِبْ بالقضاء والقدر (Obligatory belief in fate and destiny):
أيّ أن يؤمن العبد بعلم اللهِ المُطلَقْ ، وبأن كُل ما يحدُثْ في الكون بتقديرٍ من اللهِ عزَّ وجلَّ.
الإيمان المُستحب بالقضاء والقدر (Mustahab belief in fate and destiny):
أيّ أن يؤمن العبد بمراتِبْ القدر الأربع بشكل مُفصَّل ، وهي: العلم ، ثم الكتابة ، ثم المشيئة ، ثم الخلق.
مراتِبْ الإيمان بالقضاء والقدر (Levels of Belief in fate and destiny):
الإيمان بعلم الله السابِقْ لِكُلِ شئ (Belief in God’s prior knowledge of everything):
أيّ أنَّ اللهَ تعالى عليمٌ محيطٌ بكل شئ فهو لا يخفى عليهِ شئٌ في الأرضِ ولا في السماء ، قال تعالى: {لتعلموا أن الله على كل شئٍ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئٍ عِلمًا} {الآية 12: سورة الطلاق} ، وهو سبحانهُ وتعالى عالِم بأحوال العباد وآجالِهم وأرزاقِهم ، وأهل الجنة منهم ، وأهل النار منهم قبل أن يخلُقُهم ، قال تعالى: {إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيلِه وهو أعلمُ بمن اهتدى} {الآية 30: سورة النجم}.
ويُقرر سبحانه وتعالى بعلمِهِ في الكافرين: كيف يكون حالهم لو رجهوا إلى الدنيا؛ قال تعالى: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} {الآية 28: سورة الأنعام} ، وقد روى الشيخان في صحيحيّهِما عن عبد الله بن عباس رضيّ اللهُ عنهما ، قال: سُئِلَ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم عن أولاد المُشركين ، فقال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
قد علم اللهُ سبحانه وتعالى قبل أن يخلُق عبادُه أحوالهم ، وما سيعملون ، وما هُم إليهِ سيصيرون ، ثم أخرجهم إلى هذهِ الدار الفانية ليظهر معلوم الله تعالى الذي علِمهُ فيهِم كما علِمه ، وابتلاهم من الأمر والنهي والخير والشر بما أظهر معلومه ، فاستحقوا المدح والذم ، والثواب والعقاب؛ وذلك وِفقًا لما قاموا بِهِ من الأفعال والصفات المُطابقة لِعلم الله السابِقْ ، ولم يكُن العباد يستحقون ذلك قبل أن يقوموا بالأفعال التي هي في عِلمِ الله تعالى السابق الأزلي؛ وهو العلم الغيبي بالنسبةِ للعباد ، وأقام اللهُ تعالى الحُجَّة على العباد بإرسال رُسلهُ مُبشرين ومُنذرين بالشرائع السماوية من عِندِ اللهِ تعالى؛ وذلك كله لئلا يقول العباد لله عزَّ وجلّ:
كيف تُعاقِبنا على علمك فينا ، وهذا لا يدخُل تحت كسبِنا وقُدرتِنا الخاصّة ؟!
لمَّا أظهر اللهُ تعالى علمهُ على العباد بأفعالِهم جعل العقاب على معلومه الذي أظهرهُ الإبتلاء والإختِبارْ ، وقد ابتلى اللهُ تعالى العباد بالأمر والنهيّ ، وابتلاهم بما زيَّنَ لهم في الدنيا وما فيها من الشهوات؛ فهذا ابتلاءٌ بشرعِه وأمرِه ، وهذا ابتلاءٌ بقضائِهْ وقدرِهْ ، قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} {الآية 35: سورة الأنبياء} ، وقال تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرضِ زينةً لها لنبلوهم أيهم أحسن عملًا} {الآية 7: سورة الكهف}.
الإيمان بكتابة الله للمقادير (Belief in God’s of the ingredients):
وتنقسِم تلك المرتبة إلى قِسميّن ، وهُما:
أن الله عزَّوجلّ قد أحصى كُل شئ ، وكتب كُل شئ في اللوح المحفوظ؛ فذلك يتضمَّن كتابة الأعمال قبل أن يعملها العباد ، وإحصائِها بما يتضمَّن عِلمِ اللهِ تعالى بها ، وحفظهِ لها ، وإثباتِهْ لعددها ، قال تعالى: {وكل شئٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبين} {الآية 12: سورة يس}.
كتابة الله عزّ وجلّ للأعمال؛ ويدخُل في ذلك خمسة تقادير على النحو التالي:
التقدير الأزلي قبل خلق السماوات والأرض:
ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِم في صحيحِه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضيَّ اللهُ عنهما ، قال: سَمِعتُ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم يقول: (كتب اللهُ مقادير الخلائق قبل أن يخلُق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، قال: وعرشُهُ على الماء).
وما رواهُ التِرمذيّ وأبو داود وأحمد عن عُبادة بن الصامِتْ رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إن أول ما خلق الله القلم ، قال لهُ: اكتُب ، قال: وما أكتُبْ ؟ قال: اكتُب ما سيكون إلى يومِ القيامة).
التقدير عند أخذ الميثاق:
ودليلُ ذلك قولِهِ تعالى: {وإذْ أخذَ ربُك من بني آدم من ظُهورِهم ذُريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربكم قالوا بلى شهِدنا أن تقولوا يوم القيامة إنَّا كُنَّا عن هذا غافلين {172} أو تقولوا إنما أشركَ آباؤنا من قبل وكُنَّا ذريةً من بعدِهم أفتُهلِكُنا بما فعل المُبطلون {173} وكذلك نُفَصِّلُ الآياتِ ولعلهم يرجِعون {174}} {سورة الأعراف}.
وما رواهُ الشيخان في صحيحيّهِما عن عِمران بن الحُصيّن رضيَّ اللهُ عنه ، قال: (قيل يا رسول الله ، أعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار ؟ قال: نعم ، قال: فَفيمَ يعمل العاملون ؟ قال: كُلٌ مُيَسَّرْ لِما خُلِقَ له).
وأصل القدر سر الله تعالى في خَلقِه ، لم يطَّلَّعْ على ذلك أحدٌ من خلقِهْ؛ فالحذر كل الحذر من التعمُقْ والنظر في ذلك فِكرًا ووسوسة؛ فإن الله تعالى قد طوى علم القدر عن أنامِهْ ونهاهم عن مرامِهْ؛ فقد قال تعالى: {لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يسألون} {الآية 23: سورة الأنبياء} ، فمن سأل: لِمَ فعل ؟ ردّ حُكم الكتاب ، ومن ردّ حكم الكتاب كان من الكافرين.
التقدير العُمري:
وهو تقدير اللهِ عزَّ وجلَّ لأرزاق العِباد وآجالِهم وأعمالِهم وما سُيحصِّلونَّهُ من شقاءٍ وسعادة في حياتِهم وهُمْ لا يزالون أجِنَّة في بطونِ أُمهاتِهِم ، ودليلُ ذلك ما رواهُ الشيّخان في صحيحيّهِما عن عبدالله بن مسعود رضيّ اللهُ عنه ، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مُضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات: بِكتب رِزقِهْ وأجلِهْ وعملِهْ ، وشقيّ أو سعيد ، فواللذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكوم بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليهِ الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).
التقدير السنوي:
وذلك ما يكون من تقدير الله تعالى للعباد في ليلة القدر من كُل عام ، ودليلُ ذلك قولِهِ تعالى: {إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مُباركةٍ إنا كنا مُنذرين {3} فيها يُفرقُ كل أمرٍ حكيم {4} أمرًا من عندنا إنا كُنَّا مُرسلين {5}} {سورة الدُخان}.
وقد وُرِدَ عن عبدالله بن عباسٍ رضيَّ اللهُ عنهما قولِه: "يُكتَب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في لسنة من موت وحياة ورزق ومطر ، حتى الحُجاج، يُقال: يحِجُّ فلان ، ويحِجُّ فلان".
التقدير اليومي:
وهو سَوق المقادير إلى مواقيتها اليومية التي قدَّرها الله تعالى لِخلقِه فيما سَبقَ من عِلمِه ، ودليلُ ذلك قوله تعالى: {يسأله من في السماوات والأرض كل يومٍ هو في شأن} {الآية 29: سورة الرحمن} ، أيّ من شأنِ اللهِ تعالى أن يُحيي ويُميت ، ويخلُق ويرزُق ، ويُعِزّ ويُذِل ، ويغفرُ ذنبًا ، ويُجيبُ داعيًا ، ويُعطي سائلًا ، ويشفي مريضًا ، ويُفرِّج مكروبًا؛ فهو سُبحانه وتعالى يُحدِث في خلقِهِ ما يشاء.
الإيمان بمشيئة الله النافذة (Belief in the effective will of God):
أيّ أن ما شاء الله تعالى كان وما لم يشأ لم يكن ، والدليل على ذلك ، قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} {الآية 29: سورة التكوير} ، وقوله تعالى: {إنما أمرُهُ إذا أراد شيئًا أن يقول لهُ كُن فيكون} {الآية 82 : سورة يس}.
وقد روى مُسلِم في صحيحِه عن عبدالله بن مسعود رضيَّ الله عنه ، قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمَ ، يقول: (إذا مرَّ بالنُطفة ثِنتان وأربعون ليلة ، بعثَ اللهُ إليها ملكًا ، فصوَّرها وخَلَقَ سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعِظامها ، ثم قال: يا ربّ أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربُكَ ما شاء ، ويكتُب الملَكْ ، ثم يقول: يا ربِّ أجلُهْ ، فيقولُ ربُكَ ما شاء ، ويكتُب المَلَكْ ، ثم يقول: يا ربِّ رِزقهْ ، فيقضي ربُكَ ما شاء ، ويكتُبْ المَلكْ ، ثم يخرُجُ المَلكُ بالصحيفةِ في يدِهْ ، فلا يزيد على أمر ولا ينقُصْ).
فالذي عليهِ أهل السنة والجماعة إثبات مشيئة الله النافذة ، وأن للعباد قدرة ومشئة على أعمالِهم ، والله خالقهم وخالق قُدرتِهم ومشيئتِهمْ؛ فهو الذي منحهم إيّاها وقدَّرهُم عليها ، وعلى ذلك كلَّف الله تعالى عِباده ، وعليهِ يُثابون ويُعاقبون؛ فلم يُكلِّف الله تعالى عِبادِه إلا ما في وِسعِهم ، ولم يُحمِلهُم إلا طاقتِهم ، قال تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليمًا حكيمًا} {الآية 30: سورة الإنسان} ، والذين نفوّا مشيئة اللهِ تعالى هم القدرية الذين آمنوا بمشيئة العباد ونفوّا مشيئة رب العباد ، أمَّا الجبرية فهم الذين آمنوا بمشيئة الله تعالى ونفوَّا مشيئة العبد؛ فجعلوا العبد مُجبرًا على أقوالِهِ وأفعالِهِ ولا مشيئة له.
الإيمان بأن الله خالق كل شئ (Belief that God is the creator of all things):
قال تعالى: {ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فاعبدوه} {الآية 102: سورة الأنعام} ، وقال تعالى: {اللهُ خالقُ كل شئ وهو على كل شئ وكيل} {الآية 62: سورة الزُمَرْ}.
فكما لم يُوجِدْ العبادْ أنفسهم لم يوجدوا أفعالهم؛ فقُدرتهم وإرادتِهِم ومشيئتِهم وأفعالِهم تبع لِقدرة الله تعالى وإرادتِهِ ومشيئتِه وأفعالِه؛ فالله تعالى خالق لقدرة العبد وأفعالِهْ مشيئتِه زإرادتِهْ ، وليست أفعال العباد ومشيئتِهم وإرادتِهم وقدرتِهم هي عيّن قدرة اللهِ تعالى وأفعالِهْ ومشيئتِه وإرادتِهْ؛ فإضافة الهداية إلى اللهِ تعالى حقيقة وإضافة الإهتداء إلى العبد حقيقة ، قال تعالى: {ومن يهدِ اللهُ فهو المُهتد} {الآية 97: سورة الإسراء}؛ وتلك هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
أمَّا القدرية تعالى اللهُ عما يقولون فقد أخرجوا طاعات الأنبياء والملائكة والرُسُلْ والمؤمنين عن ربوبية ومشيئة اللهِ تعالى وجعلوهم هم الخالقين لها.
أمَّا عن أمر الله تعالى فينقسِم إلى أمر كوني قدري يتعلق بمشيئتِهْ سُبحانه؛ فاللهُ سبحانه خلق الملائكة وهو يُحِبُهُم ، وخلق إبليس وهو يُبغِضُهْ ، أمَّا عن الأمر الشرعي فهو يتعلَّق بأوامِرْ اللهِ تعالى التي أمر بها عِباده.
فقد وافق المؤمن أمر الله الكوني والشرعي ، أمَّا الكافر فهو قد وافق أمر الله الكوني المُتعلق بمشيئة الله ولم يُوافِقْ أمر الله الشرعي المُتعلِقْ بأوامِرُهُ ونواهيهْ.
فوائد الإيمان بالقضاء والقدر (Benefits of Belief in fate and destiny):
التوكل على الله تعالى بعد بذل الأسباب.
الإيمان بالقدر طريق للتخلُص من الشرك؛ لأن المؤمن بالقدر مُقِرّ بأن كل ما في الكون صادر عن إله واحد ومعبودٍ واحدْ.
الإيمان بالقدر يجعل العبد لا يُعجب بنفسِه عند حصول مُرادِه؛ لأن ذلك هو ما قدَّرهُ اللهُ له.
الطُمأنينة والراحة النفسية بما يجري على العبد من أقدار الله تعالى؛ لأن ذلك كُلُه كائنٌ لا محالة.
الرضا والتسليم وأن تهون على العبد مصائب الدنيا لِعلمهُ بأن ذلك كُله من أقدار الله تعالى.
الكلمات المفتاحية (Keywords):
Belief in fate and destiny, The concept of belief in fate and destiny, Evidence for belief in fate and destiny, The difference between fate and destiny, Degrees of belief and destiny, Levels of Belief in fate and destiny, Benefits of Belief in fate and destiny.
الإيمان بالقضاء والقدر ، مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر ، أدِلّة الإيمان بالقضاء والقدر ، الفرق بين القضاء والقدر ، درجات الإيمان بالقضاء والقدر ، مراتِبْ الإيمان بالقضاء والقدر ، فوائد الإيمان بالقضاء والقدر.