مُتلازمة التفكير المُفرِطْ OverThinking Syndrome

مُتلازمة التفكير المُفرِطْ

OverThinking Syndrome

 أحيانًا قد يشعُرْ الشخص أنَّه بحاجة إلى أن يكون هُناك زِرْ إعادة تشغيل في الدِماغْ كالذي في الحاسِبْ الآلي، أو برنامِجْ فلترة للتطبيقات المُستخدمة وغير المُستخدمة كالذي في الهواتِفْ المحمولة؛ فعندما ينام الشخص الطبيعي 8 ساعات يوميًا ، تعمل الدماغْ تقريبًا طوِل الـ 16 ساعة الباقية على الأقل؛ كيّ تحكُم تصرُفاتْ الشخص بعقلانِيّة ؛ مما يجعلها عُرضة إلى تزاحُمْ الأفكاربشكل شِبهْ دائِمْ.

ويُعتَبر تزاحُمْ الأفكار أحد الحالات الطبيعية التي قد تتفاقم وتتحوَّل إلى حالة مرضية؛ فيشعُر الشخص أن رأسِهْ يغلي؛ بل يكاد ينفجِرْ من كثرة ما يحوي من أفكار تُقلِقُهْ؛ وقد يؤدِي ذلك إلى الإصابة بحالة مرضية تُدعى: "مُتلازمة التفكير المُفرِطْ".


فما هي تِلك المُتلازمة التي قلَّمَّا نجِدْ في عصرِنا الحالي الذي يضُجْ بالأزمات الإقتصادِيّة والأوبئة والفيروسات شخص غير مُصاب بها ؟

  • مفهوم التفكير المُفرِطْ (OverThinking concept):

هو أحدْ الإضطراباتْ العقلية التي تُجْبِرْ الشخص على المُبالغة في تحليل كُل الأمور التي تحدُثْ من حولِه بشكل قد يُشعِرْهُ أحيانًا أن رأسُهْ يكاد ينفجِرْ من كثرة التفكير، وقد يصِلْ الأمر بالشخص أحيانًا إلى دخولِه في غيبوبة عن الأحداث التي تكون في حاضِرِهْ؛ ويرجِعْ ذلك لانعدِام تركيزُه ، وانحصِارْ عقلِهْ في الأفكار التي تُراوِدُه ، وفي المعاني الخفيّة التي تكمُنْ وراء تلك الأفكار؛ ونتيجة لذلك فقد يشعُرْ الشخص أحيانًا بأنَّهُ على وشك الجنون.


ومن الجدير بالذكر أنَّ كثرة التفكير في أبسط أنواع المواقِفْ قد يؤدي إلى خَلْقْ حالة من التفكير السلبي؛ ويكون ذلك نتيجة إلى الأفكار السلبية التداخُلِيّة التي قد تدفع الشخص إلى الشعور بمشاعِرْ سلبية؛ قد تؤدي إلى أنْ يُفَّكِرِ الشخص بنمَطْ غير صِحي على الإطلاق؛ مما يجعلُه عُرضة للإصابة بشتَّى الإضطرابات النفسية ، مثل: القلق ، والهوس ، والاجترار ، وفي أسوء الأحوال قد يؤدِي ذلك إلى الموت. 


  • أنواعْ متلازمة التفكير المُفرِطْ (Types of Overthinking Syndrome):

لا يحدُثْ التفكير المُفرِطْ عاجةً إلا في الأمور المؤذِية والمؤثِّرْة في حياة الشخص؛ سواءًا كان ذلك الأمر قد أذى الشخص لفترة زمنية قصيرة أو طويلة؛ وينقسِمْ ذلك التفكير إلى نوعيّن رئيسييّن؛ ألا وهُما:


  1. اجترار الماضِي عن طريق إعادة شريط الحدث الذي قد حصل في ذِكرياتْ الماضِي ويملأ على الشخص تفكيره؛ وذلك كأن يقول الشخص لِنفسِه: كان الموقِف سيمُّرْ بشكل ونتيجة أفضل إذا كنت تعاملت معهُ بهذهِ الطريقة بدلًا من تلك الطريقة التي قد تصرَّفت بها آنذاك.

  2. القلق بشأن المُستقبل ، وتوقُعْ حدوث الأسوأ دائِمًا؛ بالإضافة إلى اختلاق سيناريوهات سلبية تشاؤمية طِوال الوقت تِجاه أغلب الأمور الحياتية.


وفي كِلا النوعيّن من التفكير يشعُر المريض بأنَّهُ وسط دوَّامة من الأفكار الهدَّامة والسلبية التي تجعله دائمًا يشعُر بالضيق والضغطْ المُستمِرْ؛ ونتيجة إلى ذلك فإن الشخص يجِدْ صعوبة في التفكير في أيّ شئ مُثمِر وهادف قد يرسِم له شُعاع  من نور يهديه إلى الطريق المُستقيم وسط الغيوم المُظلِمة التي وضع نفسُهُ فيها ، وقد يصِل الشخص أحيانًا إلى الشعور بالشلل في آلية التفكير.


وتعتبر مُتلازمة التفكير المُفْرِطْ أحد سِماتْ الإضطراباتْ النفسية الخطيرة ، مثل اضطرابات: القلق ، وهوس التفكير ، وعندما تتفاقم مُتلازمة التفكير المُفرِطْ لدى الشخص المُصاب بها؛ قد تؤدِي إلى: {الإكتئاب ، والشعور بالذنب ، والضغطْ النفسِي}.


  • علامات وأعراض مُتلازمة التفكيرْ المُفرِطْ (Signs and Symptoms of excessive thinking syndrome):


  1. أن يُكرِرْ الشخص دائمًا من سؤال نفسهُ : ماذا لو: فعلت كذا، أو قلتُ كذا ، أو تصرّفتُ هكذا ؟

  2. المُعاناة من صعوبة في السيطرة على الأفكار الكامِنة في الرأس.

  3. استنزاف أغلب وقت الفراغ في التفكير عن ما هو المعنى الخفي؟ وذلك سواءًا كان ذلك المعنى من الكلام الذي يُقال له ، أو من الأحداث التي قد حدثتْ بالفعل؛ فكأنمّا يسأل الشخص نفسهُ دومًا: لِماذا تصرَّفَ معي فُلان بهذهِ الطريقة ، أو لماذا فعل ذلك بدلًا من أن يفعل ذلك ؟.

  4. وجود صعوبة في الخلود إلى النوم؛ وذلك يُعتبر ناتِجًا عن الشعور بأن العقل لا يتوقف عن العمل ولا يسترخي أبدًا؛ فالعقل غارِقْ بالفعل في دوَّامة التفكير.

  5. استرجاع اللحظاتْ والمواقِفْ المحرجة مِرارًا وتِكرارًا؛ فلا ينساها الشخص مُطلقًا.

  6. أن يقلق الشخص دائِمًا بِشأن الأمور الخارِجة عن السيطرة.

  7. الشعور بالقلق دائِمًا وأبدًا في أبسطْ المواقِفْ الحياتِيّة.

  8. أن يستنزِفْ الشخص أغلب وقتُهْ في التفكير في الأحداث الماضِيَّة ، أو القلق والتفكير الدائِمْ بشأن ما قد يحدُثْ مُستقبلًا؛ لدرجة أن ينسى الشخص ما يحدُثْ في حاضِرِه ولا يُركِزْ فيه؛ لأنَّهُ قد حصر نفسهُ وتفكيرُه في دائِرة ماضِيهْ أو دائرة مُستقبِلهْ.

  9. أن يتسائل الشخص باستِمرار عن سبب تفكيرُه في أمور مُعيَّنة دون غيرِها؛ بالإضافة إلى أن الشخص قد يبحث عن معنى أعمق لتلك الأفكار التي قد استأثرتْ على ذِهنِهْ ، وتجدُر الإشارة بأنَّ هذا العرض والعلامة من كثرة التفكير هو بمثابة البوابة الرئيسية التي يدخُل منها الكثير من الناسْ إلى الفِكرْ الإلحادِي.

  10. أن يُذكِّرْ الشخص نفسهُ دائِمًا بالأخطاء السابقة التي قد وقع فيها بصورة مُستمرة؛ لكيّ يُحَذِرْ نفسهُ ، ولا ينسى شُعوره وإحساسه في تلك المواقف المكروهة بالنسبةِ لهْ.

  11. أن يُقنِعْ الشخص نفسهُ دومًا بأن السيناريو الأسوأ الذي يتوقعهُ للأحداث سيتحقق يومًا ما.


  • مُضاعفات مُتلازمة التفكير المُفرِطْ (Complications of Overthinking syndrome):

  1. تؤدِي الإصابة بمُتلازمة التفكير المُفرِطْ إلى التأثير على الجلدْ؛ حيثُ أنَّهُ من المُمكِنْ أن يُسَبِبْ الإجهاد العاطِفي الناجِمْ عن القلق إلى الإصابة بعدد من الإضطرابات الجلدية أو العمل على تحفيزِها وزيادة أعراضِها سوءًا ، مثل : الصدفيّة ، والحكَّة الشديدة ، والتهابات الجلد بشتَّى أنواعِها التي قد تؤدِي بدورِها إلى اشتعال الجلد وتزايُدْ حِدَّة الإصابة بالمرض بشكل عامَّ.

  2. يؤثِرْ التفكير المُفرِط على السعادة والصِحَّة البدنية بصورة عامَّة؛ حيثُ أنَّهُ يؤدي إلى ساعات نوم أقل؛ بالإضافة إلى المُعاناة من اضطرابات النوم.

  3. قد تؤدي الإصابة بمُتلازمة التفكير المُفرِطْ إلى زيادة هرمون الكورتيزول الناتِجْ عن الإفراطْ في القلق والتوتر؛ ومن المُمكِنْ أن يتسبب هرمون الكورتيزول في تلف خلايا الدِماغْ والتأثير على سلامة الذاكِرة؛ كما أنَّهُ من المُمكِنْ أن يؤدِي الإفراطْ المُزمِنْ في التفكير إلى تغيير وظائف الدماغْ ، والإصابة ببعض الإضطراباتْ النفسية ، مثل: القلق ، واضطرابات المزاج.

  4. حصر التفكير في العيوب والأخطاء؛ قد يزيد من خطر وقوع الشخص في مشاكِلْ عقلِيّة ، وعندما تنخفِض صحَّة الشخص العقلية؛ فإن تركيز الشخص على أخطائِهِ فقط قد يزيد بشكل كبير؛ مما يُسبِبْ ذلك خَلْق حلقة مُفرَغة من الأخطاء يصعُبْ كسرها فيما بعد.

  5. تؤدي الإصابة بمُتلازمة التفكير المُفرِطْ إلى تقليل المناعة في الجسم؛ وذلك بسبب أن الجسم يُطلِقْ هرمونات التوتر بمُعدَّلاتْ عالية لمواكبة تفكير الدِماغْ المُتلاحِقْ؛ مما يؤدِي إلى حدوث ضعف في الجهاز المناعِي يجعل من الجسم أكثرُ عُرضة للإصابة بمُختلف أنواع العدوى والأمراضْ.

  6. قد تؤدِي الإصابة بمُتلازمة التفكير المُفرِطْ إلى تعريض صحة القلب والأوعية الدموية للخطر؛ فقد يُصابْ الشخص بأحدْ تلك الأعراض التي تجعل منهُ عُرضةْ للإصابة بأمراض القلب ، ومِنْ تلك الأعراضْ نذكُرْ: (الشعور بآلام في الصدر ، أو عدم انتظام ضرباتْ القلب ، الدوخة وعدم الإتزانْ).

  7. قد يلجأ الكثير من الأشخاص إلى الإفراط في شُرْب الكحول ، أو الإفراطْ في تناوُل الطعام ؛ وبناءًا على هذا الإفراط في التفكير قد تُصبِحْ أحكام الشخص على أمور حياتِهْ الحاضِرة مُشوَّشة وغائمة.

  8. قد تؤدي الإصابة بمُتلازمة التفكير المُفرِطْ إلى خَلْقْ مشاكِلْ عديدة في الجهاز الهضمي ، مثل: مُتلازمة القولون العصبي ، التهاب الأمعاء ، وحدوث تغيُّرَاتْ في حركة الجهاز الهضمي وإفرازاتْ المعِدَة.

  9. قد تؤدِي الإصابة بمُتلازمة التفكير المُفرِطْ إلى حدوث التنشيط المُستمِر والإجهاد لِكُلٍ من: (الغُدَّة النخامية ، والغُدَّة الكظرية)؛ فيؤدِي ذلك بصورة مُباشِرةْ إلى ضعف الإستجابة المناعية للجسم؛ مما يزيد ذلك من خطر تطوُرْ بعض أنواع السرطان.

  10. أثبتت بعض الدراسات والأبحاث العِلمية أن الأشخاص الذين يُعانون من مُستوياتْ عالية في الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية ، مثل: الاكتئاب ، والإجهادْ بصورة عامة؛ سواءًا كان ذلك الإجهادْ: إجهادًا بدنِيًا ، أو عاطفيًا ، أو عقليًا الذي يحدُثْ عادةً جرَّاء الإفراطْ في التفكير؛ هؤلاء الأشخاص جميعًا هم أكثر عُرضة إلى الموت أو الإصابة بنوبة قلبية من الأشخاص الذين لديهِمْ مُستويات قليلة نِسبيًا من الإجهاد والإكتئاب والتوتُرْ.


  • كيف يتم التخلص من اضطراب التفكيرْ المُفْرِطْ؟ (How to get rid of excessive thinking disorder):

  • عدم الإستسلام لِمُشكلة فرط التفكير؛ وذلك لأن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي في الحياة؛ ولكن بالإمكان أن نتعلَّم من تلك الأخطاء؛ فمن المُمكن أن يتعامل الشخص مع الموقف الذي تعرَّضْ فيهِ إلى نكسة بشكل مُغاير إذا تعرَّضْ لهُ مُستقبلًا ، ويجِبْ أنْ يُدْرُكْ الشخص ويقتنِعْ أن ارتكاب الأخطاء هو من أساسيات نموّ شخصية الإنسان وتقدُمِها نحوّ الأفضل.

  • يجِب على الشخص أن يعيش في الحاضِرْ ، وهذا لا يعني التخلِي عن الماضي أو إلغاء الطموح في المُستقبل؛ فيجِبْ على الشخص أن يثِقْ في نفسه وفي إمكانياتِهْ وقُدراتِهْ ، وعليهِ أنَّ يعلم  أن المُستقبل لن يضيع منه ، وأنه إذا أخذ من ماضِيه شيئًا فلا يأخذ سِوى الدروس والعِبَرْ والذِكريات الجميلة ولا يجِبْ أن يأخذ منه الندم على ما  فاتُه من الفُرَصْ الضائعة؛ وذلك كيّ يضعْ أساسيات مُستقبله على ما تعلَّم من خِبرات في الماضي.

  • إذا أراد الشخص التخلِي عن فرط التفكير في العلاقات الإجتِماعية يجب أن يتخلَّى عن الهوس بالسيطرة ، وأن يضع نفسهُ وفِكرهُ محلّ الشخص الآخر؛ وذلك إذا أراد الشخص أن تتقدَّم العِلاقة إلى الأمام ولا تندثِر غرقًا في دوَّامة فرط التفكير.

  • يجِب على الشخص أن يُحاوِّلْ أن يُغيِّر من نفسِه؛ فأسوء شئ هو عدم المحاولة في تلك الحياة القصيرة؛ فيجِبْ أن يستسلِمْ الشخص للإرادة الإلهِيَّة ، وأنْ يثِقْ بالله مُتخِذًا خُطوة التغيير؛ وسواءًا كان ذلك التغيير في وظيفة ، أو مسكن ، أو حتى قرارًا شخصيًا خاصًا: كالسفر ، أو العِلاج من حالة مرضية مُعيَّنة ، أو محاولة إنقاص الوزن مثلًا.

  • الكثير من الأفكار السلبية تنبُع من الشفقة على النفس؛ فهناك قدرٌ من الحُزن والألم يختبِره كل شخص في حياتِهْ وهو أمرٌ مُقدَّرْ لا محالة؛ لكن الإسهاب في الحُزنْ المُفرَطْ هو تدمير للذات؛ ولكيّ يتخلّص الشخص من شفقتِه على نفسِه عليهِ أن يقوم باتخاذْ الخُطواتْ التالية: (أن يُخرج الشخص نفسُه من قوقعة أفكارِهْ؛ ليُساعِدْ من هُمْ أقلّ حظًا منه ؛ وذلك كي تصغُرْ مُشكلتِه في عينِهْ مُقارنةً بما رأى من مشاكِلْ وصِعابْ الآخرينْ) ، (أن لا يلعن الشخص حظُّه ، أو قُدراتُه ، أو مصيرُه؛ وذلك لأن أفكار الشخص الإيجابية والسلبية هي من تتحكَّم في مصيره) ، (أن يُمارِسْ الشخص هِواياته المُحببة إلى قلبِهْ ، وأن لا يخجل من الحصول على المُساعدة من الآخرين ، أو حتى من طلب المشورة الطبية لِعلاجْ مشاكِلِهْ الفِكريّةْ).

  • يجِبْ أن لا يستسلم الشخص لآراء الآخرين عن طريق تسلِيمْ قوَّتِهْ إليهِمْ؛ فإذا فعل الشخص ذلك يكون قد قطع شوطًا كبيرًا في التعافي من مُتلازمة التفكير المُفرِطْ؛ فيجِب على الشخص أن يكون موضوعيًا حول رأيِه لا أسيرًا للأفكار التسُلِطيّة من الآخرين؛ فالاستسلامْ لآراء الآخرِينْ لا يجلِبْ سِوى تدمير الذاتْ وانعدام الشخصية؛ فمن المُمكن أن يتِم طلب النصح والمشورة من الآخرين أمَّا الرأيّ الأخير فيجب أن يكون نابعًا من الشخصِ نفسُهْ.

  • التوقُفْ عن مُحاولة إرضاء الآخرين لِتجنُبْ الإصابة بمُتلازمة فرْط التفكير؛ بل يجِبْ على الشخص أن يواجِه المُشكلة بنفسِهْ لا أن يتجنبها؛ فهو ليس بحاجة لأن يكون مِثاليًا وكامِلًا فلا أحد خلقهُ الله على هذِهِ الأرض مِثاليًا إلا من كانت لهُم العِصمة من الأخطاء وهم الأنبياء عليهِمْ السلام؛  لذلك فإنَّهُ على الشخص أن يتقبَّل نفسهُ بكُلِ ما فيها من مزايا وعيوب ، وأن يضع الشروط الخاصّة لحياتِه ، والحدود المُناسِبة في تعامُلاتِهْ الإجتماعية مع الآخرينْ.

  • التوقُفْ عن الغيرة والاستياء من نجاحْ الآخرين؛ فعندما يُقارِن الشخص نفسهُ بالآخرينْ فهو يُدَّمِرْ أيّ شئ إيجابي موجود فيه؛ فعلى الشخص أن يقتنِع بأن البشر جميعًا مُختلِفون؛ فما أتقِنُهُ أنا لا يُجيده غيري ، وما يُجيدُهْ غيري لا أتُقِنُه أنا ، وإن كان البشر جميعًا مُتساويون في إتقان جميع الأشياء بشكل مِثالي لم يكنْ الله تعالى ليخلُق دورة الحياة على الكُرة الأرضية من الأساس؛ لذلك يجِبْ الثناء على إنجازات الآخرين ومُجاملتُهم ، وأن يُحَوِّلْ الشخص معرفتِهْ بإنجازات الآخرين إلى مصدر إلهام بالنسبةِ له يدفعهُ خطوة خطوة نحو المُستقبلْ.

  • قد يكون التفكير المُفرِط ناتِجًا بسبب الخوف من احتمالية وقوع الأخطاء؛ فعندما يصُب الشخص تركيزُه على الأخطاء التي قد تحدُثْ يزيد ذلك من نسبة وقوع الشخص بها؛ لذلك يجِب على الشخص أن يتخلَّصْ من أرَقْ الفشل بتفكيرِه على الأخطاء التي قد تحدُثْ؛ بل يجِبْ عليهِ أن ينظُرْ للأمور بشكل إيجابي عندما يُفَّكِّرْ فيما سينجحْ بِتحقِيقِهْ إذا قام بهذا العمل.

  • قد تتفاقم مُتلازمة فرط التفكير وتؤدي إلى الإصابة بالإضطرابات النفسية كما نوَّهنا سابِقًا عن أنَّ أغلب مُصابي فرط التفكير هُمْ أكثر عُرضة للإصابة بالقلق النفسي من غيرِهمْ؛ لذلك تجدُرْ الإشارة بأنَّهُ يجِب على الشخص أن يُقلِلْ من قلقِهْ تِجاهْ الأمور من حولِه؛ فعليهِ أن يعِي أنَّهُ قد قطع شطرًا من حياتِه بما فيهِ من عثراتْ وإنجازات؛ لذلك فإن شطر الحياة القادم سيكون أسهل بالنسبة له لِما تعلمهُ من ماضيهْ؛ أمَّا إن كانت أعراض القلق لدى الشخص شديدة فيجِبْ عليهِ طلب المُساعدة الطِبيّة والإجتماعية إذا لزم الأمر.

  • يجِبْ على الشخص أن يتعلَّم كيفية الاستمتاعْ بشراكتِه مع نفسِهْ بِقضاء الوقت بمُفردِه؛ وذلك كيّ يتوقف عن الإفراطْ في التفكير أو القلق؛ فإذا تعلَّمْ الشخص كيف يُحِبْ نفسُه فإن الآخرين سيُحِبونها أيضًا.

  • تقديم التِماس العُذر للآخرين عن الظن السيئ ، وخاصةً إن كان من يُلتمَس العُذر لهم لديهِم رصيد من السوابِق والأعمال الحسنة في حياة الشخص؛ فيجِبْ أن يتِم التِماسْ العُذرْ لهم؛ كيّ لا يبحث الشخص بسلبية عن المعنى الخفِي في الموقِفْ الذي قد حدثَ لهُ معهم؛ فإذا انتقدهُ رئيسُه في العمل مثلًا؛ يضع الشخص في اعتِباره أنَّ مُجيرَهُ مُجهد هذا اليوم ، وأنَّهُ قد يُعانِي من نوبة غضب لا يعي فيها أيًا من تلك الأشياء التي قد قالها.


  • الكلِمات المِفتاحِيّة (Keywords):

OverThinking Syndrome, OverThinking concept, Overthinking, Mental disorders, Types of Overthinking syndrome, Signs and symptoms of excessive thinking syndrome, Complications of overthinking syndrome, How to get rid of excessive thinking disorder ?

مُتلازمة التفكير المُفرِطْ ، مفهوم التفكير المُفرِطْ ، التفكير المُفرِطْ ، الاضطرابات النفسية ، أنواعْ مُتلازمة التفكير المُفْرِطْ ، علامات وأعراض مُتلازمة التفكير المُفرِطْ ، مُضاعفاتْ مُتلازمة التفكير المُفرِطْ ، كيف يتِمْ التخلُص من اضطراب التفكيرْ المُفرِطْ ؟