الأشهُرْ الحُرُمْ Sacred Months

 الأشهُرْ الحُرُمْ

Sacred Months

تقتضي سُنة الله تعالى في كونِه الاصطفاء ؛ فقد اصطفى الله تعالى من بين عبادِه الصالحين الأنبياء ، واصطفى من الأنبياء الرُسُلْ الذين قد أوحى الله إليهم بالكتب السماوية ، واصطفى من بينِ الرُسُلْ أولِي العزمِ من الرُسل ، واصطفى من أولي العزمِ من الرُسلْ خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد صلى الله عليهِ وسلَّم ،  واصطفى اللهُ تعالى من الملأِ الأعلى "الملائكةِ الأربع الكِبار" وهُمْ : جبريل عليهِ السلام ، وإسرافيل عليهِ السلام ، وميكائيل عليهِ السلام ، وملك الموت عليه السلام ، وكما اصطفى اللهِ تعالى من بينِ خلقِه فقد اصطفى من بينِ حِسابات الزمن أيامًا هي أعظمُ عن غيرِها ؛ فجعل الله فيها مُضاعفة الحسنات ؛ وبِما أن الحسناتْ تُضاعَف فإن ارتِكاب السيئاتِ في تلك الأيام أيضًا يكُنْ أعظمُ جُرْمًا ؛ كيف لا ؟


وهي الأيام التي قد ذكرها الله تعالى بنفسِه في كِتابِه العزيز ، وحرَّمَّها قائِلًا : (إن عدة الشهور عند اللهِ اثنا عشر شهرٍ في كتابِ الله يوم خلق السماواتِ والأرض منها أربعةٌ حُرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهِنَّ أنفسكم وقاتلوا المشركين كافَّة كما يُقاتلونكم كافَّة واعلموا أن الله مع المُتقين) (الاية 36 : سورة الحجّ).


فما هي تلك الأشهُرْ الحُرُم ؟ ، وما هو ترتيبها ؟ ، وبما اختصَّها اللهُ تعالى ؟ ، وما السبب وراء تسميتِها بهذا الاسم ؟ ، و ما الحِكمة في الشريعة الإسلامِيَّة التي تنبُع من وراء تحريم تلك الأشهُرْ من السنة دونًا عن غيرِها ؟

  • الحِكمة وراء تحريم الأشهُرْ الحُرُم (The reason behind the prohibition of the sacred months):

أن يأمن المسلمون على أنفسهم وأموالهم خلال السفر إلى مكة المُكرمة لقضاء فريضة الحجَّ ؛ وذلك في طريق ذِهابِهم إلى أداء المناسِك ؛ بالإضافة إلى أن يامنوا في طريق عودتِهم إلى بلادِهم بعد انقضاء فريضة الحجَّ ، حيثُ أنَّ الحُجَّاج يكونون من كافة بقاع الأرض فَـ هناك القريب من مكة ، وهناك البعيد أشدَّ البُعدْ عنها ؛ فـ كُلْ هؤلاء الأشخاص يلزمُهم العهد بالأمن والأمان كيّ يقضوا رُكن الإسلامِ الخامِسْ كما أمرَ اللهُ تعالى وهُمْ آمنين مُطمئِنين.


  • مفهوم الأشهُرْ الحُرُم (The concept of sacred months):

هي الأشهر التي حرَّمها اللهُ تعالى بنفسِه ، قال تعالى : (إنَّ عِدَّة الشهورِ عندَ اللهِ اثنا عشر شهرٍ في كِتابِ الله يومَ خلقَ السماواتِ والأرض منها أربعةٌ حُرُم ذلك الدينُ القيِّم فلا تظلِموا فيهِنَّ أنفُسَكُمْ وقاتلوا المُشركين كافَّة كما يُقاتِلونكم كافَّة واعلموا أن اللهَ مع المُتقين) (الآية 36 : سورة التوبة) ؛ فَـ الأشهُرْ الحرُم هي الأشهر التي يحرُمْ القتال فيها عدا ما كان من القِتال الذي يستوجِبْ الدِفاع عن النفس والعِرضْ ، وهي الأشهر التي تتضاعف فيها ميزان الأعمال الصالحة وميزان السيئات وفق اقتراف الذنوب ، وهي الأشهر التي قد كتب اللهُ تعالى فيها الأمان والعهد على المُشرِكين ، قال تعالى : (فإذا انسلخ الأشهُرْ الحُرُمْ فاقتلوا المُشركين حيثُ وجدتموهم وخُذُوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلُّوا سبيلهم إن اللهَ غفورٌ رحيم) (الآية 5 : سورة التوبة).


  • ما السبب وراء تسمية الأشهُرْ الحُرُمْ بهذا الاسم (What is the reason behind naming the sacred months with this name):

اختلف العُلماء في سبب تسمية الأشهُرْ الحُرُم بهذا الاسم بناءًا على قوليّن ؛ ألا وهُما :


  1. سُمِيَّت بذلك ؛ لأن الله تعالى قد حرَّم فيها القتال بين الناس ، ومن العُلماء الذين قد قالوا بهذا السبب "ابن باز" "رَّحِّمَّهُ الله" ؛ وجاء ذلك التحريم بصيغة الجمع زيادة ومبالغة في عظم التحريم في تلك الأشهُرْ ، قال تعالى : (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يردونكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (الآية ٢١٧ : سورة البقرة) ، وذلك حتى يتسنى للناس الوقت الكافي للسفر استعدادًا لأداء فريضة الحجَّ والرجوع قافلين إلى بلادِهم بعد إنتهاء الشعائِرْ وهم في حالة اطمئنان.

  2. سُمِيَّتْ بذلك ؛ لأن المعصية تكون ذا عِقاب أشدّ أيّ سيئاتْ مُضاعفة ؛ كما أنَّ الطاعة تكون أعظمُ أجرًا لأن حسنت الأعمال الصالحة تتضاعف في تِلك الأشهُرْ ؛ وقد قال "ابن كثير" "رحمهُ الله" عن الأشهُرْ الحُرُمْ : (إن المعصِية في الأشهُرْ الحُرُم تُضاعف أكثر من غيرِها في الشهور الأخرى ، كما أنها تُضاعفْ في البلدِ الحرام ، ولذلك سُمِيَّتْ بالأشهُرْ الحُرُمْ).


  • ترتيب الأشهُرْ الحُرُم (The order of the sacred months):

أخرج البُخاري في صحيحِه ؛ عن أبي بكرة نُفيعْ بن الحارث رضيَّ اللهُ عنه ، قال : قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم : (الزمان قد استدار كهيئتِه يوم خلق الله السماواتِ والأرض ، السنة اثنا عشرَ شهرًا ، مِنها أربعةٌ حُرُمْ ، ثلاثةُ مُتواليات : ذوالقعدة وذو الحِجَّة والمُحرَّمْ ، ورجبُ مُضرْ ، الذي بين جُمادي وشعبان).


وقد وُرِدَ في الأثر عن النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّمْ : أنَّ أول الأشهُرْ الحُرُم هو شهرُ رجب ، ثم شهر ذو القِعدة ، ثم شهر ذو الحِجَّة ، ثم شهر مُحَرَّمْ ؛ وبالتالي تكون الأشهُرْ الحرُم من عاميّن هِجرييّن مُتتاليِيَّن على أصحْ أقوال العلماء ؛ وذلك لأن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم قد قدِمَ إلى المدينة المُنورة في شهر ربيع الآخِرَة ؛ فيكون أول شهر من الأشهُرْ الحُرُم الذي قد صادف النبيّ صلى اللهِ عليهِ وسلَّم والمُسلِمين في المدينة هو شهر رجب.


وقد تحايَّلْ أهل الجاهلية على الأشهُرْ الحُرُمْ ؛ ليتمكنوا من قِتال أعدائِهِمْ فيها ؛ فكانوا يُحِّلون رجب من عام ، ويُحَّرِّمون بدلًا منهُ شهر صفر ؛ فيكونوا بِذلك قد حرَّموا أربعة أشهُرْ من عامٍ واحِدْ ، وإذا جاء العام القابِلْ كانوا يُحرِّمون شهر رجب مرةً أخرى ؛ مُعتقدِين بذلك أنهم لمْ يُخالِفوا أمرَ الله سُبحانهُ وتعالى.


وقد روى "ابن رُشدْ" عن "الكلبيّ" : {أن المُشركين كانوا يُحِّلون شهر اللهِ المُحرَّم في عام ؛ لِيُحَرِّموا بدلًا منه شهر صفر ، ثُمَّ يأتِي العام القابِلْ ، فيُعيدون التحريم إلى شهر مُحرَّمْ ويُحلُِون شهر صفر} ، وهكذا كان يتناوب أهل الجاهلية على تحريم هذيّن الشهريّن في كُلِ عام ؛ وقد نهى اللهُ تعالى عن فِعل أهلِ الجاهليّة في قولِهِ تعالى : (إنما النسئُ زيادةٌ في الكُفر يُضَّلْ بهِ الذين كفروا يُحِلونَهُ عامًا ويُحرِّمونهُ عامًا ليواطِئوا عِدَّة ما حرَّمَّ الله فيُحلِوا ما حرَّمَّ الله زُيِّنْ لهم سوءُ أعمالِهِمْ والله لا يهدي القوم الكافرين) (الآية 37 : سورة التوبة).


  • عدد الأشهُرْ الحُرُمْ (Number of sacred months):

  • شهر رجب (Rajab):

هو سابعْ شهور السنة الهجرية الذي يأتي بعد شهر جُمادي الثاني وقبل شهر شعبان ، وقد عُرِفَ شهر رجب بأسماء عديدة ، مثل :


  1. شهر رَجَم : وذلك لأن الشياطين كانت تُرْجَمْ فيه.

  2. شهر الأصبّ : وذلك لأن الرحمات كانت تتنزل فيهِ من السماء كما يتنزل المطر من السماءِ صبَّا.

  3. شهر الأصمَّ : وذلك لامتناع الناسْ فيهِ عن القتالْ.


كما أنَّ شهر رجب قد سُمِيَّ أيضًا بِـ : المُقيم ، والمُعلى ؛ لثبوت نزول الرحمة فيه ، وقد كان أهل الجاهلية يحتفلون بقدوم شهر رجب عن طريق القيام بِـ عادة تُسمى "الترجيب" والتي بموجِبها يُقَّومون بِـ "العتيرة" أو "الرجيبَّة" ؛ حيثُ يقتضي فيها أن يقوموا بتقديم الذبائِحْ إلى أصنامِهِمْ ؛ إلى أن جاء الإسلام وأبطل تلك العادة الوثنية التي لا يتِم فيها الذبح لله ؛ فضلًا عن عدم ذِكر اسم الله تعالى على ما وهبهُم من بهيمة الأنعام.


  • شهر ذو القِعدة (Dhul - Qi’dah):

هو الشهر الحادِي عشر من شهور السنة الهِجرية يأتي بعد شهر شوَّال وقبل شهر ذِي الحِجَّة ، وهو الشهر الذي يستعِدَّ فيهِ أغلب حُجَّاج بيت الله الحرام لأداء فريضة الحجّ ؛ وقد سُمِّيَّ شهر ذو القِعدة بهذا الاسم ؛ لأن العرب كانت تقعُدْ في هذا الشهر عن الغزوّ ؛ بالإضافة إلى قُعودِهمْ عن أغلب عادتِهم التي كانوا يفعلونها طِوال العام ؛ وذلك استعدادًا لِخدمة بيتِ اللهِ الحرام ، وإجلالًا وإحسانًا في إكرام في وِفادة عِباد الرحمان من حُجَّاجّ بيتِ اللهِ الحرام.


  • شهر ذو الحِجَّة (Dhul - Hijjah):

هو آخِرْ شهور السنة الهِجرية ؛ وقد سُمِّيَّ شهر ذي الحِجَّة بهذا الاسم ؛ لأن المسلمين من كافَّة أقطاب الكرة الأرضية يؤدُّون فريضة الحجَّ في هذا الشهر تلبيةً إلى نداء إبراهيم عليهِ السلام الذي أمرهُ اللهُ تعالى بِه في قولِهْ : (وأذِّنْ في الناسِ بالحجِّ يأتوك رجالًا وعلى كُلِ ضامرٍ يأتين من كُلِ فجٍ عميق) (الآية 27 : سورة الحجّ) ، وقد خصَّ اللهُ تعالى العشر أيام الأولى من هذا الشهر بالعمل الصالح ومُضاعفة الأجور فهي خير أيام السنة على الإطلاقْ خاصةً في نهارِها ؛ ومِنْ تلك الأيام يوم هو خير يوم طلعت فيهِ الشمس ألا وهو : يوم النحر ؛ فقد روى الألباني في صحيح أبي داوود عن عبدالله بن قرط رضيَّ اللهُ عنه ؛ أنَّ النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم ، قال : (إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر) ، وقد روى الألباني في صحيح أبي داود عن عبدُ الله بن عباس رضيَّ اللهُ عنهما ؛ أنَّ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ، قال : (ما مِنْ أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذهِ الأيام يعني الأيام العشر ، قالوا : يا رسول الله ، ولا الجِهادُ في سبيل الله ؟ ، قال : ولا الجِهادْ في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسهِ ومالِهْ ، فلم يرجِعْ من ذلك بشئ).


  • شهر مُحَّرَّم (Muharram):

هو أول شهور السنة الهِجرية ، وهو الشهر الوحيد الذي قد نسبهُ اللهُ تعالى إلى نفسهْ ؛ فَـ يُقال عند ذِكرِه : "شهر الله المُحرَّمْ" ؛ إشارةً إلى أنَّ الله سبحانهُ وتعالى قد حرَّمَّ هذا الشهر بنفسِهْ ، وقد بَيَّن الإمام "ابن رجب" "رحِمَهُ الله" : {أن أفضلية شهر مُحرم تأتي بعد أفضلية شهر رمضان المُباركْ} ، وقد ذكر الحافِظْ أبو الفضل العِراقي : {أن تسمية شهر مُحرَّم بِـ شهر الله المُحَّرَّم كانت زيادة في تخصيصِه ؛ لأنَّهُ أول شهور السنة الهجرية} ؛ كما أنَّ أفضل الصيام على الإطلاق بعد صيام شهر رمضان هو صِيام شهرِ اللهِ المُحرَّمْ.


  • خصائص وفضائِلْ الأشهُرْ الحُرُمْ عن غيرِها (Characteristics and Virtues of the sacred months compared to others):

  1. تشريف اللهُ تعالى للأشهُرْ الحُرُم بِأنْ خصَّها بالذكرْ في القُرآن دونًا عن بقية أشهُرْ السنة.

  2. وقوع كافَّة أعمال الحجَّ في الأشهُرْ الحُرُم ؛ حيث أن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم قد اعتمر 4 مرات في حياتِهْ كانت جميعُها في أيامِ الأشهُرْ الحُرُمْ ، كما أنَّ فيها أعظم أيام العام وهي العشر الأوائِلْ من ذِي الحجَّة ، وفيها أعظم الأيام التي يُكفِّر اللهُ تعالى فيها الذنوب ؛ ويدنو من عِبادِه في السماءِ الدنيا ولا يُرَّدْ عن بابِه جلَّ وعلا سائِلًا ؛ ذلك هو يوم عرفة ؛ فقد أخرجَ مُسلِم في صحيحِه ؛ عن أم المؤمنين عائشة رضيَّ اللهُ عنها ، قالت : قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ : (ما من يوم أكثر من أن يُعتِق اللهُ تعالى فيهِ عبدًا من النار ، من يومِ عرفة ، وإنهُ ليدنو ، ثُمَّ يُباهِي بِهِم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء ؟) ، ثُمَّ يوم عاشوراء الذي يُكفِّر اللهُ تعالى فيهِ عن العبدِ إذْ صامهُ مُحتسِبًا سنةً كاملة من الذنوبِ والخطايا.

  3. تعظيم أجور الأعمال الصالحة فيها ومُضاعفتِها في الحسنات دونًا عن غيرِها من الأشهُرْ ؛ لما جعل اللهُ تعالى لِتلكَ الأشهُرْ من حُرْمةٍ وفضل ، وفي المُقابل فإن إرتكاب الذنوب والمعاصي في تلك الشهور يُعَّدْ أشدُّ جُرْمًا وأعظمُ ذنبًا عن غيرها من الأشهُرْ ، قال "ابن القيم" "رَّحِّمهُ الله" : {تُضاعف مقادير السيئات لا كِمياتِها ، فإن السيئة جزاؤها السيئة ، لكنّ سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة وجزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلدِه وعلى بساطِه آكدْ منها في طرف من أطرافْ الأرض}.

  4. استحباب كثرة صيام التطوُّعْ في الأشهُرْ الحُرُم ؛ وقد اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على ذلك ؛ لِما ورد في الحديث الذي قد أخرجهُ مُسلِمْ في صحيحِه ؛ عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه ، قال : قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ : (أفضل الصلاة ، بعد الصلاة المكتوبة ، الصلاة في جوف الليل ، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان ، صيام شهر الله المُحرَّمْ) ، وقد ذهب كُلًا من : الشافعية والمالكية ؛ إلى ترتيب أفضلية صيام بعض الأشهُرْ الحُرُمْ على بعض ؛ فأفضل الصيام يكون حسب ذلك الترتيب يكون في : شهر مُحرَّم ، ثُمَّ شهر رجب ، ثُمَّ شهر ذِي القِعدة ، ثُمَّ شهر ذِي الحِجَّة ، واستحبَّ المذهب الحنفي صيام ثلاثة أيَّامْ فقط من الأشهُرْ الحُرُمْ ، بينما ذهب المذهب الحنبلي إلى استِحباب صِيام التطوُّعْ في شهر مُحرَّم فقط دونًا عن بقيّة الأشهُرْ الحُرُمْ.

  5. تغليظ الدِيّة في الأشهُرْ الحُرُمْ : فقد ذهب كُلًا من : الحنابلة والشافِعيّة ؛ إلى القول بتغليظ الديّة ؛ وذلك إن كان القتل : في الأشهُرْ الحُرُمْ ، أو في البلد الحرام ، أو إن كان المقتول مُحرِمًا ، أو إن كان المقتول من الأرحام ، بينما ذهب المالكية إلى أنَّ الديّة تُغَّلَّظْ في حالة القتل العمد وذلك فقط إن رضِيَّ وليّ الأمر بها ، وتُغلَّظْ الدِيَّة أيضًا في حالة قتل الوالِد لِـ ولدِهْ ، أمَّا المذهب الحنفي فقد ذهب إلى عدم تغليظْ الدِيَّة في أيّ حال.


  • الكلمات المِفتاحيّة (Keywords):

Sacred Months, The reason behind the prohibition of the sacred months, The concept of sacred months, What is the reason behind naming the sacred months with this name, The order of the sacred months, Number of sacred months, Rajab, Dhul - Qi'dah, Dhul - Hijjah, Muharram, Characteristics and Virtues of the sacred months compared to others.


الأشهُرْ الحُرُم ، الحِكمة وراء تحريم الأشهُرْ الحُرُمْ ، مفهوم الأشهُرْ الحرُم ، ما السبب وراء تسمية الأشهُرْ الحُرُم بهذا الاسم ، ترتيب الأشهُرْ الحُرُم ،عدد الأشهُرْ الحُرُمْ ، شهر رجب ، شهر ذو القِعدة ، شهر ذو الحِجَّة ، شهر مُحرَّم ، خصائصْ وفضائِلْ الأشهُرْ الحُرُمْ.