العلامات الصُغرى ليوم القيامة Minor signs of the Day of Resurrection

 العلامات الصُغرى ليوم القيامة

Minor signs of the Day of Resurrection


كما أنَّ للإسلام خمسة أركان وهي : شهادة أن لا إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت لمن استطاع إليهِ سبيلًا ؛ فإن للإيمان أيضًا ستة أركان ألا وهي : أن تؤمن بالله ، وملائكتِه ، وكُتُبِه ، ورُسُلهِ ، وباليوم الآخر ، بالقدر خيرِه وشَّرِّه.


ولمَّا كان اليوم الآخر من الغيبيات التي لا يُعاينها العباد إلا عِندما يأذن رب العباد ، كان لليوم الآخر عِدة علامات بيَّنها الله لنا في القرآن الكريم أو على لِسان نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم على النحو التالي:


  • علامات يوم القيامة (Signs of the Day of Judgment):

قال تعالى : {يسألونك عن الساعة أيَّان مُرساها قل إنما عِلمُها عند ربي لا يُجليها لوقتِها إلا هو ثقُلَت في السماواتِ والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنكّ حفيٌّ عنها قل إنما عِلمُها عند الله ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون} {الآية 187: سورة الأعراف}.


فنحن لا نعرف متى يوم القيامة لكن رسول الله صلى الله عليهِ وسلم أخبرنا بأن هُناك علامات صُغرى يتباعد بينها الزمان تدُل على قُرب يوم القيامة ، وهناك علامات كُبرى إن انفرط وظهر منها إحداها تداعت كُلها وراء بعضِ كحبات عِقدْ اللؤلؤ الذي انحلّ وِثاقه.


ولمّا كانت علامات يوم القيامة بحث يطول شرحِه في كلماتٍ معدودة بين العلامات الصغرى التي نعيشُ فيها ، والعلامات الكُبرى التي لم يأذن الله تعالى لقُدومِها بعد؛ فقد قسمنا بحثنا على جُزأيّن مُنفصِلين ، إحداهما في بيان أشراط الساعة الصُغرى ، أمَّا الآخر فهو في بيان أشراط الساعة الكُبرى ، وقد راعينا في البحث مبدأ ترتيب العلامات حسب الظهور الزمني.


  • أشراط الساعة الصُغرى (Minor Signs of the Hour):

بدأت أشراط الساعة الصُغرى منذُ أكثر من 1400 عام فقد ابتدأت على الوجه الصحيح ببعثة النبيّ مُحمد صلى الله عليهِ وسلَّم؛ لذلك فإن أشراط  الساعة الصُغرى تنقسم إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي:


  • العلامات الصُغرى التي ظهرت وانتهت (Minor signs appearing and ending):


  1. بِعثة النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم: أول علامات الساعة الصُغرى على الإطلاق؛ وذلك وِفقًا لما رواه البُخاري في صحيحِه عن سهل بن سعد الساعدي رضيّ الله عنه ، قال: قال النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: (بُعِثت أنا والساعة كهذِهِ من هذِهِ ، أو: كهاتَيّن وقرَنَ بين السبابة والوُسطى).

  2. موت النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: فانقطِاع الوحيّ من السماء إيذانًا بقُرب قيام الساعة؛ ودليل ذلك ما رواهُ البُخارِي في صحيحِه عن عوف بن مالِك الأشجعي رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلم: (اعدُدْ سِتًا بين يديّ الساعة: موتي ، ثُم فتح بيت المقدِسْ ، ثم موتان يأخُذ فيكم كقُعاصْ الغنم ...).

  3. انشقاق القمر: إحدى علامات الساعة الصغرى التي بيَّنها الله تعالى في كِتابِهْ ، قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشّقّ القمر} {الآية 1 : سورة القمر} ، وقد وقعت تلك العلامة وانتهت في زمن رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم؛ فقد أخرج الشيخان في صحيحيهِما عن أنسٍ بن مالك رضيّ اللهُ عنه ، قال: (سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم أن يُريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر).

  4. ظهور مُدعِي النبوة: ودليلُ ذلك ما رواهُ الألباني في صحيح الجامِعْ عن ثوبان رضيّ اللهُ عنه مولى رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم قال: (لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أُمتِي بالمشركين ، وحتى تُعبدُ الأوثان ، وإنَّهُ سيكون في أُمتِي ثلاثون كذَّابًا ، كُلُّهم يزعُم أنَّهُ نبيّ ، وأنا خاتم النبيين لا نبيّ بعدي) ، ولِعلّ أشهر هؤلاء الكذَّابون هُم من بدأوا في حياة النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ ، مثل: مُسيلمة الكذاب في اليمامة والذي قُتِلَ على ردِتِهْ وكُفرِه ، والأسود العنسي في اليمن والذي عاد إلى رُشدِه وتراجع عن كُفرِه ، وسجاح من قبيلة بني تميم التي تابت وتراجعت عن كُفرِها بعد قتل وهزيمة زوجِها مُسيلمة الكذَّاب ، ثم أتى من بعدِهِم من ادَّعى النبوة أثناء تولِّي عبد الله بن الزُبير رضيّ اللهُ عنهما ولاية الحِجازْ.

  5. خروج نار من أرض الحِجازْ: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (لا تقوم الساعة حتى تخرُج نار من أرض الحِجازْ ، تُضِئ أعناق الإبل بِبُصرى) ، وقد ظهرت تلك النار في مُنتصف القرن السابع الهجري وبالأخصّ خلال عام 654 هـ ، وكانت نارًا عظيمة أفاض العُلماء في ذِكرِها ، وقد ذكر ابن كثير رحمهُ الله: أن غير واحد من الأعراب ممن كان بحاضرة بُصرى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذِه النار التي ظهرت من أرض الحِجاز ، قال الإمام النووي رحمهُ الله: خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة 654 هـ ، وكانت نارًا عظيمة جدًا من جانب المدينة الشرقي وراء الحرة ، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البُلدان ، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة.

  6. فتح بيت المقدِسْ: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن عوف بن مالك الأشجعي رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم: (اعدُدْ سِتًا بين يديّ الساعة: موتي ، ثم فتح بيت المقدس) ، وقد تمّ فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه وأخذ مفاتيحُه بين يديّه؛ كما أنَّه قد تمَّ تحريرهِ بعد ذلك من براثِن الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي رحمهُ الله.

  7. قبض المال وكثرتِهْ: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمْ: (لا تقوم الساعة حتر يكثُرْ فيكم المال ، فيفيض حتى يُهِمَّ ربَّ المال من يقبلُ صدقتِهْ ، وحتى يَعرِضَهُ ، فيقول الذي يَعْرِضَهُ عليه: لا أَرَبَ لِي) ، وقد تحققت نبوءة رسول الله صلى الله عليهِ وسلم في عهد الخليفة الأموي الراشِد عُمر بن عبد العزيز رحمه الله فقد كان ساعِي بيت المال يمشي بالحبوب والطحين لِيوزِعُها على الفقراء والمحتاجين فلا يَجِدْ سائِلًا أو مُحتاجًا حتى جاءَهُ الأمر بأن ينثرْ حبوب الشعير والطحين على رؤوس الجِبال حتى تأكُل الطير. 


  • العلامات الصُغرى التي لا زالت مُستمِرة (Minor signs still continuous):


  1. التطاوُل في البُنيان وإسناد الأمر لغيرِ أهلِهْ: فإذا ساد الناس في مكانٍ أو تجمُع أو مؤسسة مَنْ لا تحِقْ لهُ السيادة وكان بينهم من هو أهلٌ لِتلك السيادة ، وإذا أصبح المال في يدِ من لا يُحسِن استعمالِه في حقِّ الله؛ كان ذلك من علامات الساعة الصُغرى ، ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِم في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم - في ذِكرْ علامات يوم القيامة: (إذا كانت العُراة الحُفاة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطِها ، وإذا تطاول رِعاءِ البهمِ في البُنيان ، فذاك من أشراطِها).

  2. تقارُبْ الزمان: ودليل ذلك ما رواهُ الألباني في صحيح التِرمذي عن أنس بن مالك رضيّ الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ، فتكون السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعة ، وتكون الساعة كالضَّرمةِ بالنار).

  3. كثرة النساء وقِلّة الرِّجال: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أنس بن مالِك رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم - في أشراط الساعة: (وتكثُرْ النِساء ، وتقِّلّ الرجال ، حتى يكون لخمسين امرأة القيِّمْ الواحِدْ).

  4. كثرة الفِتن: ودليلُ ذلك ما رواه مُسلِمْ في صحيحِه عن أبي هريرة رضيَّ اللهُ عنه؛ عن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ، قال: (بادِروا بالأعمال فِتنًا كقطع الليل المُظلِمْ ، يُصبِحْ الرجُل مؤمِنًا ويُمسِي كافِرًا ، أو يُمسِي مؤمِنًا ويُصبِحْ كافرًا، يبيع دينه بِعَرَض من الدُنيا).

  5. ظهور المُحرمات وانتشار الجهل ورفع العِلمْ من الصدور: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخارِي في صحيحِه عن أنس بن مالِك رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (إن من أشراطِ الساعة: أن يُرفع العلم ويثبُتْ الجهل ، ويُشرب الخمر ، ويظهر الزنا).

  6. كثرة القتل والكوارِث وقبض العُلماء وموتِهِم: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم ، وتكثُر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتكثُر الفتن ، ويكثُر الهرج - وهو القتل القتل - حتى يكثُر فيكم المال فيفيض).

  7. انتِشار المال الحِرام: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنه عن النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم ، قال: (يأتِي على الناس زمان ، لا يُبالِي المرء ما أخذ مِنه ، أَمِنَ الحلال أم مِنَ الحرام) ، وقد أصبح ذلك مُنتشرًا جدًا في زمننا الحالي؛ فقد يعفي الشخص نفسهُ من السرقة تحت بند أنها حرام إن كان يعلم؛ ولكنَّهُ لا يُبالي بأخذ الرشوة رغم أنها حرام أيضًا إلا أنها قد أُعطِيَّت مُسمى مُزخرفًا حتى يسهُل على الناس أن يُحِلوها لأنفُسِهِم بسهولة تحت اسم "الإكراميّة" ، ولوكان من يقبل بأموال الرشوة من فقراء المُسلمين لكان إعطاء زكاة المال له عن طِيب ْ خاطِرْ تحت بند أموال الصدقات والزكاة وليس الرشوة والإكرامِيّة أما إن كان هذا الشخص لا يقع في طائفة المُحتاجِين فيُصبِح كل مأكل أو ملبس يُدخِلُه إلى بيتِهْ حرام شرعًا.

  8. صِدق رؤيا المؤمن ووقوعِها: ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِم في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (إذا اقترب الزمان لم تَكَدْ رؤيا المؤمِن تكذِبْ ، وأصدقُكُمْ رؤيا أصدقكُم حديثًا ، ورؤيا المُسلِم جُزء من خمس وأربعين جُزءًا من النبوة).

  9. اقتصار إفشاء السلام على من بينِهم معرفة: ودليلُ ذلك ما رواهُ شُعيبْ الأرناؤوط في تخريج المُسند عن عبدالله بن مسعود رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (إن من أشراطِ الساعة: أنْ يُسَّلِم الرجل على الرجل ، لا يُسَّلِّم عليهِ إلا للمعرِفَة).

  10. تمني الموت: ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِم في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (والذي نفسي بيدِه لا تذهب الدُنيا حتى يمُرْ الرجل على القبر فيتمَّرغْ عليه ، ويقول: يا ليتني كنت صاحِب هذا القبر ، وليسَ بِهِ الدِّينُ إلا البلاء).

  11. عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا: ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِم في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم - في أشراط الساعة: (وحتى تعود أرض العرب مُروجًا وأنهارًا).

  12. عدم تعظيم المساجِدْ: ودليلُ ذلك ما رواهُ الحاكِمْ في المُستدرك عن عبد الله بن عُمر رضيَّ للهُ عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (لا تقوم الساعة حتى تُتَخَّذْ المساجِدْ طُرُقًا).


  • العلامات الصغرى التي لم تظهر بعد (Minor signs that have not yet appeared):


  1. انحِسار نهر الفرات عن جبل من ذهب: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم - عن أشراط الساعة: (يُوشِك الفُرات أن يَحسِرْ عن جسر من ذهب ، فَمَن حضرُه فلا يأخُذْ منهُ شيئًا).

  2. كثرة المال: ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِم في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم - في أشراطِ الساعة: (تقِئُ الأرضَ أفلاذَ كَبِدِها ، أمثال الأُسطُوانِ من الذهب والفضة ، فيجئ القاتل فيقول: في هذا قتلت ، ويجئ القاطِعْ فيقول: في هذا قطعتُ رَحِمِي ، ويجئ السارق فيقول: في هذا قطعتُ يدي ، ثُمَ يدعونهُ فلا يأخذون منهُ شيئًا).

  3. وصول المُلك إلى رجُل من قحطان: ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (لا تقوم الساعة حتى يخرُج رجل من قحطان ، يسوقُ الناس بعصاهْ).

  4. هدم الكعبة: أحد علامات اقتراب الساعة هي هدم الكعبة على يّد رجل من الحبشة يُدعَى "ذوِي السويقتيّن"؛ ودليلُ ذلك في الحديث الذي رواهُ البُخاري عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم - عن أشراط الساعة: (يُخَّرِبْ الكعبة ذو السُويقتيّن من الحبشة) ، أمَّا عن صِفة ذِي السويقتين فهو شخص أسود مُتباعد بين ساقيّه يهدم الكعبة حجرًا حجرًا؛ ودليلُ ذلك في الحديث الذي رواهُ البُخاري قي صحيحِه عن عبد الله بن عباس رضيَّ اللهُ عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (كأنِي بِهِ أسود أفحج ، يقلعُها حجرًا حجرًا).

  5. فتح القسطنطينية: وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القسطنطينية سيتم فتحها حربًا وسِلمًا؛ فأمَّا الفتح الحربي فقد أتمهُ الله على يد مُحمد الفاتِح رحمهُ الله ، أمَّا الفتح السِلمِيّ فهو قادِم لا محالة مِصداقًا لوعدِ الله تعالى ورسولِه صلى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ ودليل ذلك ما رواهُ مُسلم في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (سمعتُم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر ؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق ، فإذا جاؤوها نزلوا ، فلم يُقاتلو بسلاح ولم يرموا بسهم ، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانِبيّها - قال ثور وهو أحد رُواة الحديث: لا أعلمهُ إلا قال: الذي في البحر ، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقُطْ جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فَيفرج لهم فيَدخلوها فَيَغنموا ، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدَّجال قد خرج ، فيتركون كل شئ ويرجعون).

  6. تحرير فلسطين: تحرير المُسلمين لأرض فلسطين من براثِن اليهود المُعتدين هو من آخر علامات الساعة الصغرى؛ ودليل ذلك ما رواهُ الشيخان في صحيحيّهِما عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه أن رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم ، قال: (لا تقوم الساعة حتى يُقاتِل المسلمون اليهود حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر: يا مُسلِم هذا يهودِيّ خلفي تعالَ فاقتُلْه ، إلا الغرقد فإنَّه من شجر اليهود) ، ولذلك فإن اليهود يملأون أرض فلسطين الآن بزراعة شجر الغرقد.

  7. خروج المهدي: خروج المهدي هو آخر العلامات الصُغرى على الإطلاق لأنَّهُ قد ذُكِر في بعض الروايات الصحيحة عن أشراط الساعة أن عيسى عليهِ السلام يُصلِّي خلف الإمام المهدي؛ ودليلُ ذلك في الحديث الذي قد أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مُسندِه عن جابر بن عبد الله رضيّ اللهُ عنهما ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم: (ينزل عيسى بن بن مريم ، فيقول أميرُهم المهدي: تعال صلِّ بنا ، فيقول: لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذِهِ الأمة).

كما أن عيسى عليهِ السلام هو من سيقتُل المسيح الدّجّال ، وخروج الدَّجال ونزول عيسى عليهِ السلام من السماء كِلتا العلامتيّن من أشراطِ الساعة الكُبرى؛ لذلك فإن خروج المهدي هو آخِرْ العلامات الصُغرى.

والمهدي هو رجُلٌ مُسلِم صالح يخرج من أرض الحِجاز من قُريش اسمُه مُحمد بن عبد الله يحكُم الأرض ويملأها عدلًا كما مُلِئَت جورًا وظُلمًا، وعلى يدِ الإمام المهدي يتم تحرير الأقصى من براثِن اليهود المُعتدين ، وقد روى السيوطي في الجامِعْ الصغير عن أبي سعيدٍ الخُدري رضيّ اللهُ عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم - في صِفة المهدي: (المهديُّ مني : أجلَى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظُلمًا ، يملك سبع سنين).


  • الكلمات المِفتاحيّة (Keywords):

Signs of the Day of Judgment, Minor signs of the Day of Resurrection, Minor Signs of the Hour, Minor signs appearing and ending, Minor signs still continuous, Minor signs that have not yet appeared.


علامات يوم القيامة ، العلامات الصُغرى ليوم القيامة ، أشراط الساعة الصغرى ، العلامات الصغرى التي ظهرت وانتهت ، العلامات الصغرى التي لا زالت مُستمرة ، العلامات الصغرى التي لم تظهر بعد.