أولوا العزمِ من الرُسُلْ
The high-resolve Messengers
(فاصْبِرْ كما صبر أولُوا العَزْمِ مِنَ الرُسلْ ولا تَستَعجِلْ لهم كأنهمْ يومَ يَروْنَ ما يُوعَدُون لم يَلْبَثُوا إلا سَاعةً مِنَ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكْ إلَا القَوْمُ الفَاسِقُونَ) " 35 : الأحقاف".
تمايز البشر فيما بينهم في إمكانياتهم وقدراتهم وأخلاقهم ، فـلو خلق الله البشر غير متمايزين ومختلفين عن بعضهم ما احتاج أحدنا إلى الآخر، ومن بين سائر الخلق اصطفى لله الأنبياء فهم أهل الكمال والعصمة، ثم تفاضل الأنبياء فيما بينهم فاصطفى الله منهم الرسل فـهم الذين أوحى الله إليهم الرسالات السماوية التي شرعها الله لعباده، ثم تمايّزَ الرُسلْ فيما بينهم أيضًا فاصطفى الله تعالى من صبر منهم على تبليغ رسالات الله أكثر من غيرهم واصطفى من عانى من إيذاء قومه إيذاءًا شديدًا واصطفى من تحمَّلَ وسعى وصبر في سبيل عبادة الله وحده لا شريك له، ومِنْ ثمَّ أسماهم الله تعالى أولوا العزمِ من الرسُلْ.
فمن هم أولوا العزمِ من الرُسل الذين أمرنا الله بالاقتداء بهديهم ؟ وكم عددهم ؟ وهل هنالك منازل ترتيب لـ مكانتهم ؟ً
من هم أولوا العزم من الرسل ؟ (Who are the most determined of the apostles) :
اتفق العلماء على عدد أولوا العزم من الرُسل فهم خمسة على الترتيب الزمني من الأقدم إلى الأحدث (نوح ، إبراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد) صلى الله عليهم جميعًا ، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين في القرآن دون غيرهم من الرُسل أحدهما كان في سورة الأحزاب (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحٍ وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) " 7 : الأحزاب" ، أما عن الموضع الآخر فقد كان في سورة الشورى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) " 13 : الشورى".
ترتيب أولي العزمِ من الرُسلْ (The order/rank of the high-resolve apostles):
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعلُ ما يريد) " 253 : البقرة"
أجمع العلماء اتفاقًا في شتى بقاع الأرض على أن أفضل الرسل على الإطلاق هو محمد صلى الله عليه وسلم نظرًا لأن الرسالة التي أرسله الله بها للناس كافة ولم يختص بها قوم دون غيرهم مثل بقية الرسالات السماوية (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) " 28 : سبأ" ، كما أن القرآن الكريم هو الوحي الخاتم الذي نزل بشرائع الدين لتسيير أمور الحياة البشرية وهو الناسخ لما كان قبله من الرسالات السماوية (إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) " 19 : آل عمران" ، ولا ننسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام الأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج.
وهناك تفاضل وتمايز بين أولي العزم من الرسل بعد محمد صلى الله عليه وسلم في المكانة فقد حدث اختلاف بين العلماء على ترتيب الأربعة المتبقين من الرسل فكلًا منهم فضَّله الله بشئ ، فهناك من أولى العزم من هو خليل الرحمن وهو إبراهيم عليه السلام ، (ومن أحسن دينً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفًا واتخذ الله إبراهيم خليلًا) " 125 : النساء".
وهناك من هو هو كليم الله وهو موسى عليه السلام ، (قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) " 144 : الأعراف" .
وهناك من هو روح الله وهو عيسى عليه السلام (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرًا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلًا) " 171 : النساء"
وهناك من يرجع إليه نسب البشرية جمعاء فهو أبو البشر الثاني الذي نشأت عبادة التوحيد مرة أخرى على يديه كما نشأت في زمن آدم عليه السلام بين فئة قليلة من الناس وهو نوح عليه السلام ، قال تعالى : (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات منا وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذابٌ أليم) " 48 : هود".
- محمد صلى الله عليه وسلم (prophet Muhammad peace be upon him):
هو سيد ولد آدم ، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن خُزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وينتهي نسب عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، كانت ولادته عليه الصلاة والسلام بعام الفيل ، وقد نشأ في بيئة يتقن أهلها اللغة والفصاحة والأدب فكانت معجزة الله أن يأتيهم بما تعجز عن الإتيان به ألسنتهم وأفئدتهم وهو القرآن الكريم الذي أنزله على النبي الأمِيّ صلى الله عليه وسلم.
ابتدأ عليه الصلاة والسلام بالدعوة إلى الله في مكة سرًا لمدة 3 سنين وجهرًا لمدة 10 سنوات ، لكن أهل مكة قد أعرض كبرائهم ومنعوا الرسول عليه الصلاة والسلام من نشر لبنة الدعوة في ديارهم ، بل حتى إن أهل الطائف القريبة من مكة قاموا برميه عليه الصلاة والسلام بالحجارة ، واستمرت معاناة المسلمين وتعذيب المستضعفين منهم من قبل رؤوس كفار قريش حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة ، واستمر هذا الحال حتى أذن الله عز وجل بالخلاص وتأسيس لبنة الإسلام الأولى في أرض يثرب المدينة التي أنارت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت الهجرة إلى المدينة بداية تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة وذلك لأن تشريعات الإسلام نزلت بعد استقرار المسلمين فيها ، ومن ثمَّ أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرُسلْ بدعوة الإسلام إلى شتى ملوك الأرض فمنهم من أحسن القول كملك الحبشة وحاكم مصر ومنهم من أحسن القول وحارب المسلمين كـهرقل عظيم الروم ومنهم من مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فـمزق الله عليه مُلْكَه كـكسرى عظيم الفرس ، وقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة 10 سنين وبضعة شهور حتى توفاه الله إليه في السنة الحادية عشر من الهجرة.
كان لكل نبي دعوة مُستجابة من الله ولم يدخِر الأنبياء دعوتهم تلك إلا محمدًا صلى الله عليه وسلم ادخر دعوته ليشفع عن أمته يوم القيامة ، جزى الله خاتم المرسلين أن جعل دعوته خالدة إلى قيام الساعة وأن لا تنتهي بموته كما حدث مع الذين من قبله ، وجزى الله محمدًا صلى الله عليه وسلم أن جعله إمام الأنبياء والمرْسلين وأنه من يفتح باب الجنة يوم القيامة وأن أمته هى أول الأمم دخولًا إلى الجنة.
- نوح عليه السلام (Noah peace be upon him) :
يُلَقب بـ"أبو البشر الثاني" لأن إلى أولاده يرجع نسب البشرية : سام هو أبو الفرس والعرب والروم ، وحام هو أبو القبط والسودان والبربر ويافث هو أبو الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج .
نشأ في زمن ابتعد الناس فيه عن توحيد الله بالعبادة من بعد آدم عليه السلام ، فقد ابتدع القوم المؤمنين السابقين له فكرة تخليد ذكرى الصالحين بإنشاء تماثيل حجرية لهم ، لكن ما إن تقدم الزمن شيئًا فشيئًا وجاءت ذريتهم من بعدهم وقد سوَّلَ لهم الشيطان عبادة ما صنعوا من تماثيل إشراكًا مع عبادة الله ، (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سُواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا) " 23 : نوح".
استمر نوح عليه السلام يدعو قومه صابرًا على آذاهم وسخريتهم من دعوته دهرًا طويلًا من الزمان ، قال تعالى : (ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) " 14 : العنكبوت" ، حتى إن أمهلهم الله تعالى بكل تلك المدة الزمنية حقت عليهم كلمة العذاب من الله تعالى ، فأمر الله نوح عليه السلام بصنع السفينة التي حمل فيها ثلة المؤمنين معه وأهله إلا من أعرض وحمل أيضًا من كل زوجين اثنين من كل كائن حي على وجه الأرض (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) "الآية 40 : هود".
وبعد أن أمر الله الماء بإغراق الأرض بالظالمين وهلك فيهم من هلك من ابن نوح عليه السلام وزوجته ، أصبحت الأرض كما كانت في عهد آدم عليه السلام بها ثلة قليلة من المؤمنين الذين آمنوا وصبروا على دعوة التوحيد مع نوح عليه السلام (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بُعدًا للقوم الظالمين) " 44 : هود" ، لذلك جازى الله نوح عليه السلام بأن جعل ذريته هم الباقين على وجه الأرض إلى قيام الساعة ، (وجعلنا ذريته هم الباقين) " 77 : الصافات".
- إبراهيم عليه السلام (Ibrahim peace be upon him):
هو خليل الرحمن المُلقَبْ بـ "أبو الأنبياء" ، وهو النبي الوحيد تقريبًا الذي اتفقت على رسالته شتى الأديان السماوية من التوراة والإنجيل والقرآن.
نشأ عليه السلام في أرض بابل حيث كان الناس يؤلهون أصنامًا وأشخاصًا يعبدونهم من دون الله ، وكان أشد ما وُجِدَ في نفس إبراهيم عليه السلام كان من أبيه "آزر" الذي آبى أن يترك عبادة الأصنام رغم دعوة إبراهيم عليه السلام له بالحسنى بل حتى إن إبراهيم عليه السلام قام بالإستغفار لأبيه عسى أن يترك عبادة الأصنام ولكن أبى واستكبر بل وهدد إبراهيم عليه السلام بالرجم إن لم يتركه في ضلاله (أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليًا) " 46 : مريم" .
وابتدأ إبراهيم عليه السلام بدعوة قومه إلى عبادة الله ، وحاورهم بالمنطق وسألهم إن كانت هذه الأصنام تنفع أو تضر أو حتى تقدر على النطق أو الدفاع عن نفسها فلما أعجزهم الرد ما كان منهم إلا أن أضرموا نارًا كبيرة وألقوْا فيها بـ إبراهيم عليه السلام فأنجاه الله منها (قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين [68] قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم [69]) " الأنبياء" .
وما إن انتشرت دعوة إبراهيم عليه السلام بين قومه ولم يجيبوه إلا بالإعراض عن الله ، وصلت تلك الدعوة إلى مسامع الحاكم "النمرود بن كنعان" الذي جعل الناس يؤلهونه فما لبث أن استدعى إبراهيم عليه السلام إليه و حاجَّه في ربه (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتِ بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين) " 258 : البقرة" ، فلما أعجزه المنطق عن الرد استعمل السُلطة وأمر بإخراج إبراهيم عليه السلام من أرض بابل.
ولما تبين لـ إبراهيم عليه السلام إعراض أبيه عن عبادة الله تبرأ منه (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواهٌ حليم) " 114 : التوبة" ، واعتزل قومه المشركين فهاجر من بلده يدعو إلى الله وتنقل من بلدٍ إلى أخرى حتى حَطَّت رحال إبراهيم عليه السلام ختامًا في أرض فلسطين (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًا جعلنا نبيًا) " 49 : مريم" ، وجازاه الله عن صبره وعزيمته بأن جعله خليل الرحمن وأن ميزان إيمانه عليه السلام بميزان أمة (إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين) " 120 : النحل" ، وأنه هو الذي نال شرف بناء البيت الحرام مع ولده الذبيح إسماعيل عليه السلام (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) " 125 : البقرة" ، وأنه لم يكن قبله من الأنبياء سوى أربع وهم "آدم وإدريس ونوح ولوط" عليهم السلام فلما كان هو جعل الله في ذريته الأنبياء والرسل فقط إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
- موسى عليه السلام (Musa peace be upon him) :
هو كليم الله تعالى ، من الأنبياء الذين أرسلهم الله لبني إسرائيل ، فبعد أن استقرت رحال إبراهيم عليه السلام في فلسطين وانتقلت ذريته من بعده وهما يعقوب ويوسف عليهما السلام إلى أرض مصر التي استوطنوها دهرًا من الزمان ، وما لبث الفراعنة من بعد زمن يوسف عليه السلام أن ألَّهوا أنفسهم من دون الله واستعبدوا بني إسرائيل ، وقام فرعون بقتل ذكور بني إسرائيل خشية فقدان مُلكه ، فـنجَّى الله موسى عليه السلام برحمته وألقى في قلب امرأة فرعون محبته فاتخذته ابنًا لها فأصبحت سيدة نساء العالمين عليها رحمة الله.
شاءت الأقدار أن يتربى موسى عليه السلام في قصر فرعون ، وبعد أن بعث الله موسى عليه السلام ابتدأ في دعوة قوم فرعون إلى عبادة الله وجاءتهم تسع آيات بينات من عند الله (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورًا) " 101 : الإسراء" فأعرضوا وكذبوا فأغرقهم الله تعالى بعد أن فرَقَ الله البحر لموسى ومن آمن معه من بني إسرائيل.
وبما أن الإيمان لم يستقر في قلوب بني إسرائيل ، ما إن أنجاهم الله أتوْا على قوم يعبدون أصنامًا من دون الله كانوا يريدون أن يتخذوا من تلك الأصنام آلهة مثلهم (قالوا يا موسى اجعل لنا إلاهًا كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) " 138 : الأعراف" ، وبعد أن أتم موسى عليه السلام ميقات ربه وأخذ ألواح التوراة ورجع إلى قومه فوجد أن السامري أغوى بني إسرائيل لعبادة عجل صنعه من الذهب وترك عبادة الله (فأخرج لهم عجلًا جسدًا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي) " 88 : طه" فحرقه موسى عليه السلام ودعى قومه بالتوبة إلى الله ، ثم أمر الله تعالى بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة فلم يدخلوها خائفين من بطش سكانها فكتب الله تعالى عليهم أن يتيهون في الأرض أربعين سنة ولا يدخلوا فلسطين.
واستمرت الآيات تترى على مرأى عين بني إسرائيل فلم يزدهم إلا إعراضًا ، وعانى موسى عليه السلام من إعراض قومه وتحمَّل منهم أشد البلاء حتى إن قصة إعراض بني إسرائيل ذكرها القرآن في أكثر من 35 موضعًا ، لذلك كان جزاء الله تعالى لـموسى عليه السلام أن اصطفاه بكلامه ، وأن وهب له أخاه هارون نبيًا ومُعينًا له في تبليغ الرسالة.
- عيسى عليه السلام (Jesus peace be upon him):
هو عبد الله ورسوله وكلماته التي ألقاها إلى مريم العذراء البتول ، أرسله الله تعالى بشريعة الإنجيل المتممة لأحكام التوراة والمبشرة برسول الله صلى الله عليه وسلم (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين بديَّ من التوراة ومُبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)"6 : الصف".
كانت ولادة عيسى عليه السلام من أبلغ آيات الله تعالى لـ بني إسرائيل فهو وُلِدَ بلا أب وأنه تكَّلَمَ وهو لا يزال رضيعًا في المهد ، ثم أرسله الله تعالى من بعد موسى يحلل بعض شرائع التوراة ويُحَرِمْ بعضها وذلك في شريعة الله الإنجيل ، وبما أن بنو إسرائيل في زمن عيسى عليه السلام كانوا بارعين بالطب أجرى الله على يديه معجزات شتى من إحياء الموتى وشفاء الأكمه والأبرص و إخبار الناس بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم ، وكل تلك الآيات كانت بهدف الدعوة إلى توحيد الله بالعبادة حتى أن بني إسرائيل تجرأوا في النهاية وطلبوا من عيسى أن يدعو الله أن يُنْزِلْ مائدة من السماء (قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا) "114 : المائدة" فاستجاب الله دعوة عيسى عليه السلام لكن توعد من لم يؤمن بعد تلك الآية (قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين) "115 : المائدة". صبر عيسى عليه السلام وتحمّل في سبيل دعوة قومه وعانى منهم أشد البلاء فقد قذفوا عِرض السيدة مريم العذراء البتول و دبروا مكيدة لقتله عليه السلام فأنجاه الله منها ولم يؤمن به إلا بضعة حواريين ، لذلك لعن عيسى بن مريم هؤلاء المعرضين عن دعوة الله تعالى (لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم) "77 : المائدة".
وجزى الله نبيه عليه السلام بأن رفعه الله إليه فهو النبي الوحيد الحيّ في السماء إلى يومنا هذا (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم) "157 : النساء" ، وهو النبي الذي سينزل في آخر الزمان يحكم بشريعة الإسلام وفقًا لأشراط الساعة الكبرى .
الكلمات المفتاحية (Keywords):
The high-resolve Messengers,Who are the most determined of the apostles, The order/rank of the high-resolve apostles, prophet Muhammad peace be upon him, Noah peace be upon him, Ibrahim peace be upon him, Mousa peace be upon him, Jesus peace be upon him.
أولُوا العزمِ منَ الرُسُلْ، من هم أولوا العزم من الرسل، ترتيب أولي العزم من الرسل، نوح عليه السلام، إبراهيم عليه السلام، موسى عليه السلام، عيسى عليه السلام، محمد صلى الله عليه وسلم.
المصادر (References):