رحلة الإسراء والمِعْراج
The journey of Isra and Mi’raj
قديمًا في مدارِسنا عندما كُنَّا صِغارًا في المرحلة الإبتدائية أو الإعدادِيّة كُنَّا نسمع مُعلِّم مادة اللغة العربية عادةً ما يطلُب من التلاميذ في السؤال الأول كتابة موضوع في التعبير يختارُه الطالِب من بين الخيارات التي أوضحها المُعلِّم أمامُه؛ فإن كان التوقيت هو شهر رجب وضع المُعلِّم أحد خيارات مواضيع التعبير عن رِحلة الإسراء والمِعراج؛ تلك الرحلة التي قد لا يعلم عنها طالب العلم شيئًا إلا أنَّها كانت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأنها الرحلة التي فُرِّضَتْ فيها الصلوات المكتوبة.
وبما أننا كَبِرنا الآن ولمْ نعُدْ مُجرَّد تلاميذ في الإبتدائية أو الإعدادية؛ لابُد لنا من الإطلاَّع عن الرحلة الإعجازِية رحلة الإسراء والمعراج؛ فما هي تلك الرحلة؟ ، وكيف حدثت ؟ ، وما الظروف التي قد أحاطَت بالأمة الإسلامية قبل حدوث تلك الرحلة ؟ ، وما الآثار والدروس والعِبر ْالمُستفادة من رحلة الإسراء والمِعراج؟
لبناء مفهوم أكثر شمولية لابُد لنا التفريق أولًا حسب توقيت الحدث بين رحلة الإسراء؛ ومِنْ ثمَّ رحلة المِعرجْ.
ما هو الإسراء (What is Isra):
(سُبحان الذي أسرى بعبدهِ ليلًا من المسجدِ الحرام إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولهُ لِنُرِيَهُ من آياتِنَا إنه هو السميع البصير) "الآية 1 : سورة الإسراء".
الإسراء لغةً : من السَّرى ؛ وهو السير ليلًا ؛ وإنما تبع لفظة الإسراء لأن الإسراء لا يكون إلا بالليل ؛ وذلك لأن المُدَّة التي أُسِريَّ بها بالرسول صلى الله عليه وسلم لا تُقْطع في أقل من 40 ليلة ولكنها قُطِعَت بهِ في ليلٍ واحد وذلك هو موضِع الإعجاز والتعجُب.
أما عن مُصطلح الإسراء في الشريعة الإسلامية: فهو عن تلك الرحلة الأرضية وذلك الإنتقال العجيب بالقياس إلى الخارِجْ عن مألوف البشر الذي تم بقدرة الله تعالى من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجدِ الأقصى في القدس الشريف خلال ليلٍ واحِدْ.
ما هو المِعْراج (What is Mi’raj):
(والنجمِ إذا هوى (1) ما ضلَّ صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحيٌّ يوحى (4) علَّمَّهُ شديدٌ القِوى (5) ذو مِرةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) ثمَّ دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبدِهِ ما أوحى (10) ما كذب الفؤادُ ما رآى (11) ولقد رآه نزلةً أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14) عندها جنةُ المأوى (15) إذ يغشى السدرة ما يغشى (16) ما زاغ البصر وما طغى (17) لقد رأى من آياتِ ربِهِ الكُبرى (18)) "سورة النجم".
المِعراج: هو تلك الرحلة السماوية حيثُ الارتقاء والارتفاع من عالم الأرض إلى عالم السماء بلوغًا إلى سُدرةِ المُنتهى ، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجدِ الحرام خلال ليلٍ واحِدْ.
ما قبل رحلة الإسراء والمِعْراج (Before the journey of Isra and Mi’raj):
في بداية رِحلة الدعوة الإسلامية والناسُ بين فريقين منهم المُصدِّق ومنهم المُكذِّب للصادق الأمين صلى الله عليه وسلم؛ فقد ابتدأت رحلة الدعوة الإسلامية بمكة المُكَرمة خلال أول 3 سنوات بالدعوة السِرية؛ ثم خلال العشر سنوات التالية بالدعوة الجهرية حينما أمر الله تعالى بذلك في قوله: (فاصدعْ بما تؤمر وأعرِض عن المُشرِكين ) "الآية 94 : سورة الحِجر" ، حتى أتى أمر وإذن من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة مع ثُلةُ المؤمنين إلى يَثْرِب "المدينة" التي أنارت بالرسول صلى الله عليه وسلم وشكَّلتْ فيما بعد نواة الدعوة الإسلامية التي انتشرت في مشارِق الأرض ومغارِبها ؛ فتحولَّت بعد ذلك من يَثْرِب إلى المدينة المُنورة.
وما لبِثَتْ دعوة الإسلام أن انتشرت بين الناس ؛ فَتَبِع النبيّ صلى الله عليه وسلم الكثير من ضعفاء الناس في بادِيء الأمر ؛ ولا زال الإسلام يبحث عن عَضُدْ تقوم دعوة الإسلام على لبَنَتِه ، أمَّا عن أسياد المُشركين حينئِذ فقد قاموا بِمُحاربة دعوة الإسلام بشتى السُبل ؛ فعذَّبوا ضُعَفائِهم الذين أسلموا ومنعوا المُسلِمين عن إقامة تجمُعاتِهم ؛ بل قد بلغت العدواةِ ذُروتِها حين حدثت المُقاطعة الإقتصادية والحِصار الإجتماعِي للمُسلِمين في شِعَب بنِي هاشِم فلا يتعاملون معهم ببيعٍ ولا شِراء ولا يُصاهِرونهُم كيّ لا تحدُثْ بينهم أيّ مُقابلة أو تجمُّعْ بِأيّ شكلٍ كان.
وبعد أن أذِنَ اللهُ للمسلمين بنهاية حِصار الشِعَب الذي دام لِثلاث سنين بدايةً من العام السابِع للبِعثة النبوية حتى العام العاشِرْ الذي ابُتدِأ بوفاة أم المؤمنين خديجة بنت خُويلِدْ رضِيَّ الله عنها وانتهى بوفاة أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم ؛ كانت رحلة الإسراء والمِعراج تعزيةً وتسليةً ومواساةً ونكليف للنبي صلى الله عليه وسلم ، وعبر ودروس وأوامِرْ من ربِ العزة لأمة الإسلام.
فمتى كانت رحلة الإسراء والمِعراجْ ؟!
توقيت رحلة الإسراء والمِعراجْ (The timing of the Isra and Mi’raj journey):
وقعت رحلة الإسراء والمِعراج في المشهور من أقوال العُلماء خلال ليلة السابِعْ والعِشرين من شهر رجب الموافِقْ من السنة الثانية عشر من بِعثة النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم؛ أيَّ أن رحلة الإسراء والمِعراج كانت قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المُنوَّرة بعامٍ واحِدْ ، وقد ذهب جمهور العُلماء إلى أنَّ رحلة الإسراء والمِعراج كانت في اليقظة ، وبالروح والجسد معًا؛ وممن قال بذلك من العُلماء كان الإمام ابن حجر العسقلانِي رحمهُ الله في كتابِهْ الشهير "فتح الباري في شرح صحيح البُخاري".
قصة الإسراء والمِعْراج (The story of Isra and Mi’raj):
أُسِريَّ برسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم خلال ليلٍ واحِد من المسجدِ الحرامِ بمكة إلى المسجدِ الأقصى بالقُدس؛ حيث قابل الأنبياء عليهِم السلام في رِحاب الأقصى ، ثُمَّ صلَّى رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم إمامًا بالأنبياء عليهِمْ السلام في رِحابِ الأقصى؛ فقد أخذ اللهُ تعالى العهد والميثاق على الأنبياء عليهِم السلام جميعًا بالإيمان بخاتم الأنبياء والمُرسلِين مُحمدْ صلى الله عليهِ وسلَّم؛ ودليلُ ذلِك قولِهِ تعالى: (وإذْ أخذ اللهُ ميثاقَ النبيين لما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثُمَّ جاءكم رسولٌ مُصدِقٌ لما معكُم لتؤمنُنْ بِه ولتصُرُنَّه قال ءأقررتُم وأخذتُمْ على ذلك إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكُمْ من الشاهِدين) (الآية 81 : سورة آلِ عِمران).
وبعد ذلك بدأت رِحلة المِعراجْ في السماواتِ السبعْ حيث قابل رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ الأنبياء عليهِمْ السلام؛ ومِنْ ثمَّ صعد إلى سُدرة المُنتهى التي لم يَصِلْ إليها عبدٌ من عِبادِ الله من قبل ، ورأى رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم من آياتِ ربِهِ الكُبرى؛ ثُمَّ أخذَ رسول الله الأمر من اللهِ تعالى بالصلواتِ الخمسِ المكتوبة في اليومِ والليلة ؛ وقد أخرج مُسلِمْ في صحيحِه قصة الإسراء والمِعراج في الحديث الذي رواه عن أنس بن مالك رضيّ الله عنه على النهج التالي:
عن أنس بن مالك رضيَّ اللهُ عنه؛ أن رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ قال: (أُتيتُ بالبراق: وهو دابةٌ أبيض طويل فوق الحِمارْ ودون البغل يضع حافره عند مُنتهى طرفِهْ ، قال: فركبتُهُ حتى أُتيت بيتُ المقدِسْ ، قال: فَرَّبِّطتهُ بالحلقة التي يربِطْ به الأنبياء ، قال: ثمَّ دخلت المسجد فصلَّيتْ فيهِ ركعتيّنْ ثُمَّ خرجت ، فجاءني جبريل عليهِ السلام؛ بإناءٍ من خمر وإناءٍ من لبن؛ فاخترتُ اللبن ، فقال جبريل صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ: اخترت الفِطرة ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السماء ، فاستفتح جبريل؛ فقيل : من أنت ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمد ، قيل: وقد بُعِثَ إليه ، قال: وقد بُعِثَ إليه؛ ففُتِحَ لنا فإذا أنا بِـآدم فَـرحبَّ بي ودعا لي بخير ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل عليهِ السلام؛ فقيل: من أنت ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمد ، قيل: وقد بُعِثَ إليه ، قال: وقد بُعِثَ إليه؛ ففُتِحَ لنا فإذا أنا بِـابنيّ الخالة عيسى ابن مريم ويحيي بن زكرياء صلواتُ اللهِ عليهِما فَـرحبَّا ودعوَّا لي بخير ، ثُمَّ عُرجَ بي إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل؛ فقيل: من أنت ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمدْ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ ، قيل: وقد بُعِثَ إليه ، قال: وقد بُعِثَ إليه؛ ففُتِحَ لنا فإذا أنا بِـيوسف صلى الله عليهِ وسلَّمْ إذا هو قد أُعطِيَّ شطر الحسن فَـرحبَّ ودعا لي بخير ، ثمَّ عُرِجَ بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل عليهِ السلام؛ قيل: من هذا ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمد ، قال: وقد بُعِثَ إليه ، قال: قد بُعِثَ إليه؛ ففُتِحَ لنا فإذا أنا بِـإدريس فَـرحبَّ ودعا لي بخير ، قال اللهُ عزَّ وجلّ: (ورفعناهُ مكانًا علِيّاً) (الآية 57 : سورة مريم) ، ثمَّ عُرِجَ بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل؛ قيل: من هذا ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمد ، قيلَ: وقد بُعِثَ إليه ، قال: قد بُعِثَ إليه؛ ففُتِحَ لنا فإذا أنا بِـهارون صلى اللهُ عليهِ وسلَّم فَـرَّحبَّ ودعا لي بخير ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل عليهِ السلام؛ قيل: من هذا ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمَّدْ ، قيلَ: وقد بُعِثَ إليه ، قال: قد بُعِثَ إليه؛ ففُتِحَ لنا فإذا أنا بِـموسى صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ فَـرحبَّ ودعا لي بخير ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل؛ قيل: من هذا ، قال: جبريل ، قيل: ومن معك ، قال: مُحمَّدْ صلى الله عليهِ وسلَّم ، قيل: وقد بُعِثَ إليه ، قال: قد بُعِثَ إليه؛ فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بِـإبراهيم صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ مُسنِدًا ظهرهُ إلى البيتِ المعمور وإذا هو يدخلُهُ كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ، ثمَّ ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا وَرَقِها كـآذان الفيلة وإذا ثمرُها كَـالقِلالْ ، قال: فلمَّا غشيها من أمرِ الله ما غَشِى تغيَّرتْ فما احد من خلقِ الله يستطيع أن ينعتها من حُسنِها ، فأوحى اللهُ إليّ ما أوحى ، ففرضَّ عليَّ خمسين صلاة في كُلِ يومٍ وليلة ، فنزلتُ إلى موسى صلى الله عليهِ وسلَّمْ ؛ فقال : ما فرضَ ربُكَ على أُمَّتِكْ ، قلتُ: خمسين صلاة ، قال: ارجِعْ إلى ربك فاسألهُ التخفيف فإن أمتَكَّ لا يُطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، قال: فرجعتُ إلى ربي ، فقلت: ياربّ خَفِفْ على أُمَّتِي ، فحطَّ عني خمسًا ، فرجعتُ إلى موسى؛ فقلت: حطَّ عني خمسًا ، قال: إن أمتك لا يُطيقون ذلك فارجِعْ إلى ربك فاسألُهُ التخفيف ، قال: فلم أزل أرجِعْ بين ربي تباركَ وتعالى وبين موسى عليهِ السلام حتى قال: يا مُحمد إنهن خمسُ صلواتٍ كل يومٍ وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ، ومن همَّ بحسنةٍ لم يعملها كُتِبَتْ لهُ حسنة فإن عمِلَها كُتِبَتْ لهُ عشرًا ، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعملها لم تُكتَبْ شيئًا فإن عملها كُتِبَتْ لهُ سيئة واحدة ، قال: فنزلتُ حتى انتهيت إلى موسى صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ؛ فأخبرتُهُ ، فقال: ارجِعْ إلى رَّبِكَ فاسألُهُ التخفيف؛ فقال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ فقلتُ: قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييت منه).
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم للناس برحلة الإسراء والمِعراج (What the Prophet, may God’s prayers and peace be upon him, told people about the journey of Isra and Mi’raj):
قال ابن كثير رحمهُ الله في كِتابِهْ "السيرة النبوية": إن أبا جهل لعنهُ الله؛ رأى رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمْ في المسجد الحرام وهو جالِسْ واجِمْ؛ فقال له: هل من خبر ؟؛ فقال: نعم ، فقال: وما هو ؟ ، فقال : إني أُسْرِّيَّ بي الليلة إلى بيتِ المقدِسْ ، قال: إلى بيتِ المقدِس ؟ ، قال: نعم ، قال: أرأيت إن دعوت قومك لك لِتُخبِرَهُمْ بما أخبرتني بِه ؟ ، قال: نعم ، فأراد أبو جهل جمع قريش ليسمعوا منهُ ذلك ، وأرادَ رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ جمعهم لِيُخبِرْهًم ذلك ويُبَلغِهُمْ ، فقال أبوجهل: هيا معشر قريش وقد اجتمعوا من أنديتِهمْ ، فقال: أخبِرْ قومَكْ بما أخبرتنِي بِهْ فقصَّ عليهِمْ رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمْ خبر ما رأى ، وأنَّهُ جاء بيت المقدِسْ هذهِ الليلة وصلَّى فيه؛ فمن بين مُصَّفِقْ ومُصَّفِّرْ تكذيبًا له ، وطار الخبر بمكة وجاء الناس إلى أبي بكر رضيَّ اللهُ عنه ، فأخبروه أن مُحمدًا صلى اللهُ عليهِ وسلم يقول: كذا وكذا ، فقال: إنكم تكذبون عليه ، فقالوا: والله إنه ليقوله ، فقال: إن كان قاله فلقد صدَقْ {ولهذا لُقِّب أبي بكرٍ رضيَّ اللهُ عنه بِـ الصِّديق}.
ثُمَّ جاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمْ وحولهُ مُشرِكو قريش؛ فسألهُ عن ذلك؛ فأخبره فاستعلمهُ عن صفات بيت المقدِسْ؛ لِيُسمِعْ المشركون ويعلموا صدقه فيما أخبرهم به ، وفي الصحيح: أنَّ المُشركين هم الذين سألوا رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ عن ذلك ، قال: فجعلت أخبرهم عن آياتِهْ؛ فالتبس عليَّ بعض الشئ فجلَّى الله لي بيت المقدس حتى جعلت أنظر إليه دون دار عقيل وأنعته لهم ، فقالوا: أمَّا الصفة فقد أصاب ، وذكر ابن إسحاق رحمهُ الله: فأخبرنا عن عير لنا قادم من الشام؛ فأخبرهم رسول الله صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمْ بخبر القافلة التي يتقدمها جمل أورَقْ ، كما أخبرهم أنها ستصِلْ يوم كذا مع طلوع الشمس ، وعندما خرجوا ينتظرون وصول القافلة مع طلوع الشمس؛ قالوا عندما رأوْها: إن هذا سحرٌ مُبين ، فأقام اللهُ عليهِمْ الحُجَّة ، واستنارتْ لهم المحجَّة ، فآمن من آمن على يقين من ربِهْ ، وكفر من كفر بعد قيام الحُجَّةِ عليه؛ كما قال اللهُ تعالى : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناكَ إلا فِتنةً للناس) (الآية 60 : سورة الإسراء) ؛ أيّ اختبارًا لهم وامتحانًا.
دروسٌ وعِبر من رحلة الإسراء والمِعراج (Lessons from the journey of Isra and Mi’raj):
بشارة من اللهِ تعالى لِـ نبيِّهِ صلى الله عليهِ وسلَّم أن الله تعالى ناصرَهُ ومؤازِرَهُ ومُعلِي كلمتِه مهما كَرِهَ الكافرون.
مواساةً للنبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَمْ وتخفيفًا من حُزنِه الذي لاقاهُ بعد حِصارْ شِعب أبي طالب الذي انتهى بِـ وفاة عمهِ أبي طالب وأم المؤمنين خديجة رضيَّ اللهُ عنها في عام الحزن ، وفيها كذلك من المُواساة للنبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم عمَّا لاقاه من أذى من أهل الطائِفْ إثر دعوتِهمْ للإسلام.
تكريمًا للنبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم ومعرفتِهْ بمنزلتِه عند الله تعالى التي لا يُضاهيها أحد من عباد الله في المكانة والمنزلة ولا حتى الملائكة المُقَّربُون.
بُرهانًا للرسول صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ على القُدرة الربَّانية؛ حيثُ أنَّهُ قد رأى خلال ليلٍ واحِدْ: سُدرة المُنتهى ، والجنة ، والنار ، والأنبياء والملائكة عليهِمْ السلامْ.
تدُل رحلة الإسراء والمِعراج على أهمية المسجد الأقصى ومدى مكانته وقُدسيته عند اللهِ تعالى؛ لِيُعَّدْ مكانًا لصلاة وتجمُّع الأنبياء عليهِمْ السلامْ؛ لذلك لابُدْ لنا من بِدء العمل والجدِّ والاجتهادْ على استرجاع أقصانا المسلوب.
تشريع الصلوات الخمس في رحلة المِعراج؛ دليلًا على عِظَمْ مكانة الصلوات في الإسلام؛ فقد اكتتب اللهُ تعالى فروض الدين على أُمة الإسلام عن طريق الوحيّ بواسطة جبريل عليهِ السلام إلا الصلوات الخمس التي ادخرَّها اللهُ تعالى لنفسِه وأوحى بها لِـ نبيِّهْ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم دون حِجابْ؛ فَـتم تشريعها ونزول الأمر بها في السماء؛ وذلك حتى تكون معراجًا يصعدْ ويرقى بهِ المُسلِمْ إلى الله تعالى خمس مراتٍ في اليوم والليلة وهو بعيد عن شهوات الدُنيا.
الكلمات المِفتاحِية (Keywords):
The journey of Isra and Mi’raj, What is Isra, What is Mi’raj, Before the Journey of Isra and Mi’raj, The timing of the Isra and Mi’raj journey, The story of Isre and Mi’raj, The prophet may God’s prayers and peace be upon him- told people about the journey of Isra and Mi’raj, Lessons from the journey of Isra and Mi’raj.
رحلة الإسراء والمِعراج ، ماهو الإسراء ، ماهو المِعراج ، ما قبل رحلة الإسراء والمِعراج ، توقيت رحلة الإسراء والمِعراجْ ، قصة الإسراء والمِعراج ، إخبار النبي صلى الله عليه وسلم للناس برحلة الإسراء والمِعراج ، دروسٌ وعِبَرْ من رحلة الإسراء والمِعْرَاجْ.
المصادِرْ (References):
https://surahquran.com/quran-search/tantawi-aya-1-sora-17.html.
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=book content&ID=1785&bk_no=51&flag=1.
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=book contents from=475&idto=497&bk_no=53&ID=83.
https://www.dar-alifta.org/Foreign/ViewArticle.aspx?ID=1872&CategoryID=4.
https://questionsonislam.com/article/miracle-isra-night-journey-and-miraj-ascension.