الهجرة في الإسلام Migration in Islam

 الهجرة في الإسلام

Migration in Islam

ارتبطَّ مفهوم الهجرة في التاريخْ الإسلامي عن الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة المنورة ، وبما أننا على مشارِف عام هِجري جديد ؛ لابُدَّ لنا من وقفة تدبُرية عن معنى الهجرة في الإسلام.


  • الهِجرة لغويِّاً(Linguistically Migration):

الهجرة مأخوذة من لفظ "الهجر" الذي هو بمعنى "القطع" أيّ ضِدْ "الوصل" ؛ وهو يعني الإنتقال من مكانٍ إلى آخرْ ؛ أمَّا عن لفظ "التهاجُر" : فهو يعني التقاطُعْ أيّ كما يحدُثْ بين المُتخاصِمين ، أو كَـالذي يحدُث عندما يُريدْ الشخص تأديب أحدٍ ما وإرشادِهْ إلى طريق الصواب عن طريق هجرِه ؛ أيّ كما فعل رسول اللهِ صلى الله عليه وسَّلم مع الثلاثة الذين خُلِّفوا عن غزوة تبوك "غزوة العُسرة" دون عُذرٍ ولا حُجَّة ؛ وهمْ : مرارة بن الرَّبيع رضيَّ اللهُ عنه من أهل بدر ، وهلال بن أميّة رضيَّ اللهُ عنه من أهل بدر ، وكعب بن مالكٍ الأنصاري رضيَّ اللهُ عنه ؛ فأمر رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ بِهجرِهِمْ حتى يحكُم اللهُ فيهِمْ ؛ فهجرهم المسلمون وحتى هجرهم ذويهِمْ من أهلِيهم لِمُدة 50 ليلة ؛ وما إن عَلِمَ اللهُ صدقَ توبتِهم وندمِهم على ما فعلوا ؛ أنزل اللهُ تعالى رحماتِهْ عليهِم في قرآنٍ تُتلى آياتِهْ إلى يومِ الدين ، قال تعالى : (لقد تاب اللهُ على النبيّ والمُهاجرين والأنصار الذين اتبعوُهُ في ساعةِ العُسرة من بعدِ ما كاد يزيغُ قلوبُ فريقٍ منهم ثمَّ تابَ عليهِمْ ليتوبوا إنهُ بِهم رؤوفٌ رحيم (117) وعلى الثلاثةٍ الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقتْ عليهِمْ الأرضُ بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنُّوا أنْ لا ملجأ من اللهِ إلا إليه ثم تابَ عليهِمْ ليتوبوا إنَّ اللهَ هو التوابُّ الرَّحيم (118)) (سورة التوبة).


  • مفهوم الهجرة (Migration concept):

ينقسم مفهوم الهجرة إلى قِسميّن ؛ وذلك حسب مفهوم الهجرة التي يقوم بها الشخص كَـالتالي :


  1. هجرة المكان (Place Migration):

هي الانتقال من مكانٍ إلى آخر ؛ وذلك كَـ الإنتقال من بلد يُمارَسْ فيها الظُلم إلى بلدٍ تُطبِقْ أحكامْ العدل ؛ فقد لا يأمن الشخص على دينِه ونفسِه وأهلِه ومالِه في مكانٍ ما ؛ فيضطر حينئِذْ إلى الهِجرة والانتقال إلى بلادٍ أُخرى ، وهذا هو ما طبقَّهُ النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم وأصحابُه في الإنتقال من مكة إلى المدينة المنورة لتأسيس نواة الدولة الإسلامية الجديدة.


  1. هجرة الحالّ (Current Migration):

روى البُخارِيّ في صحيحِهْ ؛ عن عبدُ الله بن عمرو بن العاصّ رضيَّ اللهُ عنهما ، قال : قال النبِيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم : (المُسلِمْ من سلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه ، والمُهاجِر من هجرَ ما نهى اللهُ عنه) ؛ فَـ هِجرة الحال تعنِي التغيُّرْ من حالٍ إلى حال ؛ وذلك كأنْ يهجُرْ ويقطع العبد صِلَتُهْ بِـ المُحرَّمات والأفعال المُنكرة إلى طاعةِ الله عزَّ وجلَّ بالصورة المُثلى ، وكذلك هِجرة الحال تعني هجر وقطع الصلة مع أصدقاء السوء أو من يُعينون الشخص على فِعل المُحرَّمات إلى أهلِ الصلاحْ والتقوى الذين يُعينوا الشخص على فِعلْ الخير ؛ وبطبيعة الحال لا يوجد إنسان نقي في أعمالِه بنسبة تامَّة ولا يوجد إنسان سيئ بشكل تامّ أيضًا ؛ ولكن عند تخيُّرْ الصُحبة يضع الشخص خِلانِّه على الميزان فمن رجحت كفَّت حسناتِه عن سيئاتِه فقد فازَ بِصُحبتِهْ في الدنيا والآخِرَة.


بِما أننا تعرفنا على المفهوم ؛ فما هي أبرز الأسباب التي تؤدي بالناس إلى إتخاذْ قرار الهِجرة ؟

  • أسباب الهِجرة (Reasons to migrate):

  1. الهروب من الحروب والنِزاعاتْ التي قد تكون متواجدة بشكل دائِمْ وبشكل خاصّ في دِوَّل الشرق الأوسط.


  1. الهروب من الكوارثْ الطبيعية التي قد تُصيب البِلاد والعِبادْ في أيّ وقت ، مثل الهروب من : الزلازِلْ ، والبراكين ، والمجاعات.


  1. قد يضطر بعض الأشخاص أحيانًا عند المُعاناة من الإضطهاد إلى الحاجة إلى القيام بِـ الهِجرة بهدف اللجوء السياسي ، أو اللجوء الديني ؛ وذلك كما فعل صحابة رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ بالهِجرة إلى الحبشة.


  1. تحسين مُستوى الدخل ؛ وذلك بالبحث عن فُرصة عمل مُناسبة تكون أفضل من العمل السابِقْ ؛ وغالبًا لا يُغادِرْ الكثيرين في زمنِنا الحاضِرْ إلا بهذا الهدف.


عرَّفنا الأسباب ، ولكن لا يأتي مفهوم الهجرة في الأذهان إلا بصورة مُباشرة عن أبرز أنواع الهجرة التي قد حدثت في التاريخ الإسلامِي . فما هي ؟!

  • أنواعْ الهِجرة في الإسلامْ (Types of immigration in Islam):


  1. الهجرة إلى الحبشة (Migration to Abyssinia):

وهي الهِجرة الأولى في التاريخْ الإسلامي التي أمر بها النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ الصحابة رضوانِ اللهِ عليهم ؛ وقد وقع اختيار رسول اللهِ صلى الله عليهِ وسلَّم على الحبشة دونًا عن غيرِها من الإمبراطورياتْ العُظمى في ذلك الوقت ، أمثال : فارس والروم ؛ لأن الحبشة تخلو من وجود القبائل العربية التي قد تكون مُتحالفة مع مُشرِكي قُريش ؛ وذلك بعكس القبائل العربية التي تقطُن بجوار إمبراطورتيّ فارس والروم عاقدين الحِلف مع قريش ومع الإمبراطورياتْ العُظمى ؛ فقد يكون السفر آنذاك إلى فارِسْ أو الروم بمثابة التعرُّض إلى التهلكة دون الوعيّ والفِهم من تلك القبائِلْ المُشرِكة بأمر الدين الإسلامِي جيدًا.


وقد كانت الهِجرة بمثابة طوق نجاة للمُسلمين المُستضعفين الذين يُكرِهونهُمْ أسياد قريش تارةً بالتعذيب ، وتارةً بالحبس على تركِ عبادة الواحِدْ الأحد ، والعودة إلى عِبادة الأوثان ، وعدم التصديق بنبوة محمد صلى اللهُ عليهِ وسلَّم  ؛ فكان يُعَّذِبْ أسياد قريش الذين لم يؤمِنوا الضُعفاء من العبيد والموالي الذين أسلموا ؛ ومِنْ هؤلاء نذكر : بلال بن رباح رضيّ اللهُ عنه ، وخباب بن الأرت رضيّ اللهُ عنه ، وعمار بن ياسر رضيّ اللهُ عنهما ، أما من أسلَم من ذويهِم ذوي القُربة كانوا لا يُعَّذِبونهم بل يحبسونهم فقط ؛ وذلك حتى لا يجتمعوا بالمُسلمين ولا برسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ؛ كيّ لا يتعلموا ويتفقهوا في أحكام الدين الإسلامي ؛ ومِنْ هؤلاء نذكُر : عبدُ الله بن سُهيل رضيّ اللهُ عنهما ، وأبو جندل بن سُهيل رضيّ اللهُ عنهما ،  وحُذيفة بن عُتبة رضيّ اللهُ عنه ، والوليد بن الوليد رضيَّ اللهُ عنهم ؛ لذلك أمر النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم بالهجرة إلى الحبشة لمن يستطيع من الصحابة حتى يجعل اللهُ تعالى لِأُمة الإسلام فرجًا ومخرجًا ؛ فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبشة لأنَّ بها ملكًا نصرانيًا عادِلًا لا يُظلَم عندهُ أحد ، وكان على رأس المُهاجرين ابن عمِّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ جعفر بي أبي طالبٍ رضيَّ اللهُ عنه وقد هاجر بِصحبة زوجتُه أسماء بنت عُميس رضيَّ اللهُ عنها ، وكذلك أم المؤمنين أمْ سلمة هند بنت أبي أُميَّة رضيَّ اللهُ عنها ؛ بالإضافة إلى أُمْ المؤمنين أمْ حبيبة رملة بنت أبي سُفيان رضيَّ اللهُ عنهما.


ودليلُ الهِجرة هو ما رواهُ البيهقِيّ في سُننِه ؛ عن أمُ المؤمنين أم سلمة رضيَّ اللهُ عنها أنَّها قالت : (لمَّا ضاقت علينا مكَّة ، وأوذِيَّ أصحاب رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ وفُتِنوا ، ورأوْا ما يُصيُبُهم من البلاء ، والفِتنة في دينِهم ، وأنَّ رسول الله صلىَّ اللهُ عليهِ وسلَّمْ لا يستطيعْ دفع ذلك عنهم ، وكان رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ في مِنعةٍ من قومِهْ وعمِّه ، لا يصل إليهِ شئ مما يكره مما ينال أصحابه ، فقال لهم رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم : إن بأرض الحبشة ملكًا لا يُظلَّمْ عندهُ أحد ، قالحقوا ببلادِه حتى يجعل اللهُ لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه ، فخرجنا إليها أرسالًا (جماعات) حتى اجتمعنا بها ، فنزلنا بخير دار إلى خير جار ، أمِنَّا على ديننا ولم نخشَ منهُ ظُلمًا).


  1. الهجرة من مكة إلى المدينة (Migration from Mecca to Medina):

لمَّا ضاقت الأرض بما رحُبَتْ على المُسلمين في مكة من أذى كُفَّار قُريش ؛ أَذِنَ اللهُ تعالى للمُسلمين بالهجرة إلى المدينة بعد أن هيَّأ الله ويسَّر للمُسلمين أسباب الهِجرة ؛ وذلك حتى تكون المدينة المُنورَّة نواةً لِبداية دولة الإسلام ، ولم يكُن للمُسلمون بُدْ من الهِجرة إلى المدينة المُنورَّة إلا بعد أن بايع نُقباء بطون الأنصار رسول الله صلى اللهِ عليهِ وسلَّم على القوة والمِنعة والنُصرة في بيعة العقبة الثانية ، فهاجر المسلمون جماعاتٍ إلى المدينة ، وكان أول سفير لِـ رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم في المدينة : هو مُصعب بن عُميّر رضيَّ اللهُ عنه الذي أرسلهُ رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم مع نُقباء بيعة العقبة الأولى بهدف دعوة أهل المدينة إلى الإسلام ، وهناك بعض المسلمين الذين كانوا في الحبشة وهاجروا منها إلى المدينة ومنهم : أبو سلمة رضيَّ اللهُ عنه وزوجتُهُ آنذاك أم سلمة رضيَّ اللهُ عنها ، ثُمَّ فَرِغَتْ مكة من أهلها ولم يتبقى إلا رسول الله صلى اللهُ عليّهِ وسلَّم وصاحِبيّه أبي بكرٍ الصديق وعليّ بن أبي طالبٍ رضيّ اللهُ عنهما ؛ وذلك حتى جاء أمرُ الله تعالى بالخروجِ والهِجرة بعد انقضاء ثلاثة عشر عامًا من البعثة النبوية قضاها رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم في مكة يدعو إلى دينِ الله سِرّاً وجهرًا ؛ ولم يتبقى بعد ذلك في مكَّة إلا بِضعة نفر من المُسلمين حبسهم ذويِّهُمْ عن الإلتحاق برسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ ورَكبِهْ.


  1. هجرة القبائل إلى النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ (The Migration of tripes to the Prophet, may God bless him and grant him peace):

بعد أن استقرَّتْ أمور الدولة الإسلامِيّة في المدينة المُنوَّرة التي دخل جُلَّ أهلِها في الإسلامْ وبعد أن انتهت احتمالات غزو قريش للدولة الإسلامية بنهاية غزوة الخندق ؛ بعث رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم الرسُلْ إلى مُختلف الأمصار بالدعوة الإسلامية ؛ ومِنْ قبلِها كانت بِعَثْ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلم إلى كافَّة بِقاع الجزيرة العربية لدعوة القبائل إلى الدخول في الإسلام ؛ فَـ وفدت وهاجرت العديد من القبائِلْ من موطنها لإعلان إسلامها بين يديّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ ؛ فأقبلت وفود القبائل مُهاجرةً إلى النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم  بهدف تعلُّم أمور دينها ثُمَّ الرجوع إلى قومِهم ؛ كيّ يُفَقِهوهم في أمور الدين الجديد ويتعلموا منهم الأحكام كما فقهوها من رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّمْ ، ومِنْ تِلكَ القبائل كانت : بنو حنيفة ، وبنو تميم ، وعبد القيس ، وغيرهم من القبائِلْ.


  1. هِجرة ما نهى اللهُ عنه (Hijrah what God has forbidden):

روى شُعيب الأرناؤوط في تخريج المُسند ؛ عن فُضالة بن عُبيّد رضيَّ اللهُ عنه ، قال : قال النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ : (والمُهاجِرْ من هجرَ الخطايا والذنوب) ، فهذا هو أعظم أنواع الهجرة ؛ فالهجرة لا تكون بترك الموطِنْ والمكان فقط بل تكون بهدف تغيير الحياة إلى الأفضل في اجتناب المعاصي والمُحرَّمات ، لذلك فإن هِجرة ما نهى اللهُ عنه تُعَّدْ الهِجرَة العُظمى عند بعض العُلماء التي يندرِجْ تحتها باقي أنواعْ الهِجرة ؛ فَـ هجرة ما نهى اللهُ عنه تكون ابتغاءًا لوجِهِ الله ؛ فَـ يُهاجِرْ الإنسان فيها بقلبِهِ وعقلِهْ إلى اللهِ ورسولِه بهدف الدين فقط كمقصد رئيسي لا بأيّ هدف دُنيوي آخر كغرض التِجارة أو البحث عن عمل بشكل عام.


يختلِف حُكم الهِجرة بين الواجب والجائِزْ ؛ فمتى تكون الهجرة واجبة ؟ ، ومتى تكون جائزة ؟!

  • حُكمْ الهِجرة (Immigration rule):

  1. متى تكون الهجرة واجِبَة ؟ (When is immigration obligatory):

في حال هجرْ المُحرَّمات ، والأماكِنْ والأشخاص التي لا يُعين الأشخاص فيها بعضُهم على طاعة الله عزَّ وجلَّ ، قال تعالى : (وإذا رأيتَ الذين يخوضون في آياتِنا فأعرِضْ عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيرِه وإما يُنسِيَّنَّكْ الشيطان فلا تقعُدْ بعد الذِكرى مع القومِ الظالِمين) (الآية 68 : سورة الأنعام).


  1. متى تكون الهِجرة جائزة ؟ (When is immigration an award):

تكون الهجرة جائزة في حال إذا هجر المظلوم من ظلمَّهُ من الناس ؛ فإذا كان من ظلّمُه ممن لا يقدِرْ على مُعتابتِهمْ ومُخالطتِهم أو لا يملِكْ القوة اللازِمة لأنْ يدفع عن نفسِه الأذى الذي قد ألحقوه بِه يجوز أن تكون هِجرتَهُ أبدية أو إلى أمدٍ بعيد حتى ينتهي الظُلم ، أمَّا إن كان الشخص الظالِم ممن يُخالِطُهم المظلوم بصورة شِبهْ يومية ويستطيع المظلوم مُعاتبة ظالِمه بعد انتهاء نوبة الغضب حينئِذْ لا يجوز أن يُخاصِمْ ويُهاجِرْ المظلوم ظالمُه فوق 3 ليال ؛ وذلكَ وِفقًا لما رواهُ مُسلِمْ في صحيحِهْ ؛ عن أبي أيوبٍ الأنصاري رضيَّ اللهُ عنه ؛ أنَّ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ ، قال : (لا يحِلْ لِمُسلِمْ أن يهجُرْ أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقِيَّانْ فيُعرِضْ هذا ويُعْرِضْ هذا ، وخيرُهُما الذي يبدأ بالسلام).


وختامًا : لابُدَّ لنا من الإطلاع على مدى أهمية الهجرة التي قد حدثت في تاريخ الدولة الإسلامية ؛ وذلك عن طريق الكشف عن أبرز نتائجها التي قد ظهرت بشكل إيجابي في الدولة الإسلامِيّة الحديثة.

  • مدى أهمية الهجرة في الإسلام (How important is migration in Islam):

  1. تحقيق سُبُلْ التقدُّم في الحياة بِـ توفير القوة والمنعة ؛ وذلك حتى يتسنَّى للناسْ فُرصة إعمار الأرض كما أمر اللهُ تعالى ، قال تعالى : (والذين هاجروا في اللهِ من بعدِ ما ظُلِمُوا لنبوئنَّهم في الدنيا حسنة ولأجرُ الآخرةِ أكبر لو كانوا يعلمون) (الآية 41 : سورة النحل) ؛ لذلك فإن اللهَ تعالى قد حذَّرْ الأشخاص الذين يُعانون ضعفًا أو ظُلْمًا في حياتِهم ولم يُطيعوا أوامر الله تعالى كما ينبغي أنْ لا حُجَّة عليهِمْ إن لم يُهاجِروا ، قال تعالى : (إنَّ الذين توفاهم الملائكة ظالِمي أنفُسِهم قالوا فيم كنتم قالوا كُنَّا مُستضعفين في الأرض قال ألم تكُنْ أرضُ اللهِ واسِعة فتُهاجِروا فيها فأولئكَ مأواهُم جهنَّمْ وساءتْ مصيرًا) (الآية 97 : سورة النِساء).


  1. الشعور بالأمن والأمان على الدين والعِرضْ والمالْ والأهلُ ؛ بالإضافة إلى التعزيز من وحدة الصفّ الإسلامي ؛ حتى أنَّهُ من عقد النية على الهِجرة من أجل الله ورسوله ثُمَّ أدركهُ الأجل فقد وقع أجرهُ على الله ، قال تعالى : (ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يجِدْ في الأرضِ مُراغمًا كثيرًا وسَعَة ومن يخرُجْ من بيتِهْ مُهاجِرًا إلى الله ورسوله فقد وقع أجرَهُ على الله وكان الله غفورًا رحيمًا) (الآية 100 : سورة النساء).


  1. تجديد الأفكار والعِلاقات الإنسانية من خلال الهجرة الفِكريّة والنفسية ؛ فَـ يتم تغيير العادات والمُعتقدات والتقاليد في مُجتمع جديد نحو الأفضل ؛ لضمان الإستمرارية والتقدُّم في سُبُلْ الحياة.


  • الكلماتْ المِفتاحيّة (Keywords):

Migration in Islam, Linguistically migration, Migration concept, Place Migration, Current Migration, Reasons to migrate, Types of immigration in Islam, Miggration in Abyssina, Migration from Mecca to Medina, The Migration of Tribes to The Prophet may God bless him and grant him peace, Hijrah what God has forbidden, Immigration rule, Obligatory immigration, Immigration Award, How important is migration in Islam.


الهجرة في الإسلام، الهجرة لغويًا، مفهوم الهجرة، هجرة المكان، هجرة الحال، أسباب الهِجرة، أنواع الهِجرة في الإسلام، الهجرة إلى الحبشة، الهجرة من مكة إلى المدينة، هجرة القبائل إلى النبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّمْ، هجرة ما نهى الله عنه، حكم الهجرة، الهجرة الواجبة، الهجرة الجائزة ، مدى أهمية الهجرة في الإسلام.


  • المصادِرْ (References):

  1. https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=book contents from=1645&idto=1646&bk_no=65&ID=553.

  2. http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura16-aya41.html.

  3. http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura4-aya97.html.

  4. http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura4-aya100.html.

  5. https://www.dorar.net/hadith/sharh/7259.

  6. http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura6-aya68.html.

  7. https://www.dorar.net/hadith/sharh/25684.

  8. https://www.islamweb.net/ar/article/173827/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%B4%D8%A9-%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%88%D8%B9%D8%A8%D8%B1.