التربية النفسية للأطفال
التعامُلْ مع مشاكِلْ الطفل العاطِفيّة:
عندما يكون للوالديّن أكثر من طفل في مراحِلْ عُمرِيَّة مُختلِفة ؛ قد يشعُرْ بعض الأبناء بحدوثْ تفرِقة واختلافْ في حبِّ والديهِمْ لهم؛ ولكنْ هُناكْ اختلاف كبير:
التفرقة بين الأبناء لا تحدُثْ إلا إذا كان هُناكْ اختلاف في المراحِلْ العُمرية؛ فالطفل في سِنّ العشر سنوات لا يتِمْ تكليفُه بمهام الطفل الذي هو في سِنّ ما قبل المدرسة؛ وقد لا يفهم بعض الأطفال ذلك إلا عندما يتم توعيتِهم مِنْ قِبَلْ أهلِهِمْ.
قد يلتبِسْ على الأطفال أنَّ أهليهُمْ لا يُحبِونَّهُم؛ وذلك عندما يكون للوالِديّنْ مثلا طِفلًا مريضًا بعض الشئ فيُبدون اهتِمامًا بِهِ أكثر مُقارنةً بأطفالِهم الآخرين؛ فَـيخطر على بالِ الأطفال أن والديهِمْ لا يُحِبونَهُمْ؛ لذلك يجِبْ على الآباء إبداء الإهتمام والحُبّ بأطفالِهمْ جميعًا على حدٍ سواء تجنُبًا للإصابة بأيّ مشاكِلْ نفسية مُستقبلًا.
هُناك قلق دائم لدى الكثير من الأطفال حول ما يُكِنُهُ الآخرين لهُم من مشاعِرْ؛ فقد يخاف الأطفال من الرفض الاجتماعِي أثناء التعامُلْ مع الآخرين؛ لذلك يجِبْ توعية الطفل على أنْ يُراعِي امتثال الأخلاق المُجتمعية على الصورة التي يقدِرْ عليها ولا يأبه بما يُكِنُهُ الآخرون لهُ من مشاعِرْ.
التعامُلْ مع مشاكِلْ الطفل مع أقرانِه:
لِعلَّ أبرز الأخطاء التي قد وقع فيها أغلب الآباءِ قديمًا هو مُقارنة طِفلِهم بأطفال الآخرين غافِلين عن حقيقة أنَّ كُلْ فردٍ خلقهُ الله قد اختصَّهُ بالتميُّزْ في أمرٍ ما لم يتميّزْ فيهِ غيرهِ، فهُناكْ طفل يميل إلى العُلومْ، وآخر يميل إلى فن الإلقاء و التعبير، وآخر مُتميِّزْ في النشاطْ البدني؛ فيجِبْ ألاَّ يتعرَّض الطفل للمُقارنة مِنْ قِبَلْ والديه أو مُعلِميه حتى لا يتفاقم الأمر فيما بعد، ويصِلْ إلى عواقِبْ لا تُحمَدْ عُقباها؛ ومِنْ أبرز تِلك العواقِبْ:
الحسد: هُنا لا يرى الطفل قُدراتِه الكامنة ولا يشغل بالِهْ سِوى مُقارنتِه بالآخرين؛ فيحسُدْ أقرانِه على الشئ الذي يبرعون فيه، أو يحسُدُهم على ذويهم الذين لا يُقارِونهم بغيرِهمْ.
الرفض الإجتماعِي: يشعر الطفل بالرفض الإجتماعي في عدة حالات فمثلا إذا أحب شخصا و تمنى أن يصبحوا أصدقاء و لكن الأخر لم يبادله نفس الشعور بل بالعكس رفض مصادقته؛ في هذه الحالة عادة ما يشعر الطفل أنه غير مرغوب فيه و أنه مرفوض و يبدأ يشعر أنه غير محبوب لعلة فيه و يشعر أن الطرف الأخر هو الأفضل و محبوب أكثر فقط لأنه قادر على تكوين أصدقاء و اختيار من يكون في حياته ومن يستبعد.
تنمية ثِقة الطفل بنفسِهْ :
إحساس الطفل بالمسؤولية ؛ ويكون ذلك عن طريق إعطاء الطِفل القليل من الحُرِية للقيام ببعض الأعمال البسيطة عبر مُلاحظة الوالديّن لهُ من بعيد دون توجيهِه؛ حتى يتسنَّى للطفل الشعور بأهمية العمل الذي قام بِهْ.
مدَحْ الطفل على إنجازِهْ لأيّ عمل قد يتطلَّبْ منه؛ ولكن يجِبْ أن يُراعِي الآباء أن مدح الطفل يكون على عملِهْ وجُهدِهْ المبذول وليس لشخصِه فمثلا يقول الوالدين عبارات مثل (عمل رائع، عمل متقن، عمل مرتب و نظيف وغيره)؛ أما إن تجاهل الوالديّنْ العملْ المُنجَزْ ومدحوا الطفل فقط بعبارات مثل (أنت ذكي جدا، أنت بطل، أنت رائع)؛ يؤدي ذلك إلى تكوين شخصية طفل مغرور و نرجسي مُعتَّدْ بنفسِهْ لا يهتم ولا يشعر بالمسؤولية تِجاهْ ما يوكل إليهِ من مهام؛ فمهما تكون نتيجة أفعالُه التي يقوم بها، يضع الطفل في اعتبارِهْ أنَّ أهلِهْ وذويه سيمدحونَهُ لا محالة.
الكلِماتْ المِفتاحِيّة :
التربية النفسية، التربية النفسية للأطفال، التعامُل مع مشاكِل الطفل العاطِفيّة، التعامُلْ مع مشاكِلْ الطفل مع أقرانِهْ، تنمية ثِقة الطفل بنفسِهْ.
المصادِرْ :