صفوة الصفوة؛ الأنبياء عليِهم السلام
The elite of the elite the prophets, peace be upon them
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) (سورة الذاريات)، لمّا كان خلق الله جل وعلا للبشر من أجل العبادة، اصطفى الله تعالى من عبادِه خير أُناسِ على البرية حتى يحملوا رسالة توحيد الله بالعبودية ويُهدوا البشر إلى سواء السبيل؛ حتى تُقام حجة الله على عبادِه يوم تشخص الأبصار وتُبلى السرائر وتأتي كل نفسٍ بما قدمت وأخرت؛ فيُضلّ الكافرين وينصر الله رُسله والمؤمنين، قال تعالى: (قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)) (سورة غافر).
ولكن هل نعرف عن جميع الأنبياء و الرُسل؟!
بالتأكيد لا، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)) (سورة غافر).
قد نسمع عن الأنبياء والرُسل؛ وما هم إلا صفوة الصفوة فما الفرق بينهما؟!
الفرق بين الأنبياء والرُسلْ (The difference between prophets and messengers):
لمّا كان الأنبياء هم صفوة الله من خلقِه؛ اصطفى الله تعالى من الأنبياء صفوة لحمل رسالته، وهم الأنبياء الذين أوحى الله إليهم بالديانات السماوية (موسى عليه السلام، عيسى عليه السلام، محمد صلى الله عليه وسلم)، ونتيجة لذلك فإن كل رسول هو نبيّ وليس كل نبيّ رسول.
و بما أن عِلمنا البشري محدود بما أخبرنا به القرآن الكريم وتراجم التاريخ؛ فهناك الكثير من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى ولم يَقُصّ علينا القرآن قصصِهِم، فمن هم الأنبياء والرسل الذين اصطفاهم الله تعالى لحمل رسالته؟!
للإجابة على ذلك علينا أن نبحر في قارب التاريخ ونرجع إلى يوم خلق الله آدم عليه السلام.
أبو البشر الأول آدم عليه السلام (The first father of mankind Adam peace be upon him):
خلق الله آدم من تراب وأمر الملائكة بالسجود له، ثم خلق من ضلعه حواء لتكون زوجَا له وسكنَا، ولمّا كان آدم أول بشريّ خلقه الله كان لابُد له من وحي الله تعالى له بالنبوة حتى يُعلمها لذريته؛ فيَعبدوا الله عزّ وجل حق عبادتِه، ومِن ذرية آدم كان قابيل وهابيل وهما أول قاتل ومقتول على وجه الأرض، ثم اصطفى الله تعالى من ذرية آدم شيث عليهِ السلام، ثم اصطفى الله تعالى من ذرية شيث أول من خطّ بالقلم الذي رفعه الله تعالى مكانًا عليًا وقبضه الله تعالى في السماء الرابعة ألا وهو: إدريس عليه السلام، ثم اصطفى الله تعالى من ذرية إدريس أبو البشر الثاني نوح عليه السلام.
أبو البشر الثاني نوح عليه السلام (The second father of mankind Noah peace be upon him):
بعد زمن آدم عليه السلام بألف عام طغى العباد و تجبّروا وعظموا وعبدوا وربَبوا وَدّ وَ سُوَاع وَ يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَنَسْرًا، فبعث الله أول الأنبياء من أولي العزم نوح عليه السلام الذي ما لَبِثَ أن دعا قومه ألف سنةِ إلا خمسين عامَا "راجع مقالتنا عن أولوا العزمِ من الرُسُلْ The high-resolve Messengers" ، فلما طغى القوم آذن الله جل وعلا بهلاكهم فدعى نوح عليه السلام عليهم ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)) (سورة نوح)، ولم يأذن الله جل وعلا لأحدِ بالذرية بعد طوفان نوح إلا لنوح عليه السلام فأصبح البشر أجمعين يرجعون بالنسب إلى نوح عليه السلام لذلك فهو أبو البشر الثاني، وكان لنوحِ عليه السلام أربعة من الأبناء: كنعان الذي هلك في الطوفان، يافث، حام، سام عليه السلام وهو الذي اصطفاه الله تعالى بالنبوة، ومِن ثمَّ كان لِسام عليه السلام اثنين من الأبناء وهما:
أرفخشذ وإرم؛ أرفخشذ هو والد هود هليه السلام أما إرم فهو والد صالح عليه السلام.
لذلك فـ هود عليه السلام و صالح عليه السلام أنبياء الله عزّ وجلّ الذين أرسلهم الله تعالى لعادِ وثمود هم أبناء عمومة، ومن ذرية هود عليه السلام كان هناك فالج الذي كان من ذريتهِ تارح المعروف في القرآن الكريم بِــ "آذر"؛ والذي كان له من الذرية اثنين من الأبناء وهما:
لذلك فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام هوعمّ لنبيّ الله لوط عليه السلام وذلك هو ما يُفسره القرآن الكريم في تزامن قصتيّهِما، وفي زمن إبراهيم عليه السلام سنتوقف قليلَا في تلك الرحلة.
أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام (Father of the Prophets Ibrahim peace be upon him,):
هنا يتوقف التاريخ قليلًا فهو خليل الرحمن الذي اصطفاهُ اللهُ تعالى ليكتمل الأنبياء عليهِم السلام من نسلِه فقط دونًا عن العالمين؛ وهو ثاني أولي العزم من الرسل زمنًا الذي إليه ترجع أصل الديانات السماوية، وهو الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة في رحلة الإسراء والمعراج؛ ونُكمِلْ شجرة الأنبياء من زوجات نبي الله إبراهيم عليه السلام اللواتي حباهُن الله تعالى وبارك رحِمِهن وجعل من نسلِهنّ سلالة الأنبياء، وهن:
السيدة قنطورا:
وكان لها من الأبناء مدين الذي حباه الله تعالى بنبي الله شُعيب عليه السلام.
السيدة هاجر:
صاحبة ركن الصفا والمروة في شعائر العمرة والحج وهي أم الذبيح المُفدى نبي الله إسماعيل عليه السلام الذي حباه الله تعالى وجعل من ذريته خاتم المرسلين سيد الأولين والآخرين وسيد ولد آدم إلى يوم الدين؛ صاحب رسالة الكتاب الخاتم الذي أخذ الله تعالى ميثاق النبيين قبل خلقِه عليه السلام للإيِمان برسالته، قال تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)) (سورة آل عمران)،وما من نبي ولا رسولِ بعثه الله تعالى إلا وبشّر بقدومه وهو المحمود في الدنيا والآخرة مُحمَد صلى الله عليه وسلم.
السيدة سارة:
هى أم أنبياء الله إلى بني إسرائيل فمن نسلها نبي الله إسحاق عليه السلام الذي من سلالته تفرّعت شجرة أنبياء بني إسرائيل:
وقد كان له من الأبناء يعقوب عليه السلام والعيصى عليه السلام؛ فَــ العيصى عليه السلام هو والد أيوب عليه السلام الذي كان له من ذريته ذو الكفل عليه السلام، ومن ذرية يعقوب عليه السلام الذي كان له من الذرية اثني عشر ولدًا حبى الله تعالى منهم يوسف عليه السلام بالنبوة، وجعل الله تعالى من ذرية يوسف عليه السلام وثلاث من إخوته نسل بقية أنبياء بني إسرائيل وهم:
يوسف عليه السلام (Joseph peace be upon him):
كان له من الأبناء إفراييم والذي كان له اثنين من الأبناء حباهم الله تعالى بالنبوة وهما:
اليسع عليه السلام ونون عليه السلام، ومن نون عليه السلام كان له من الأبناء يوسع عليه السلام.
يوشع عليه السلام هو فتى موسى عليه السلام الذي أذن الله تعالى لِـ تيه بني إسرائيل بالانتهاء في عهدِه والذي كان قد بدأ منذ عهد موسى عليه السلام عِقابَا لهم على عصيان الله تعالى ورسوله عليه السلام.
بنيامين (Benjamin):
ومن ذريته نبي الله يونس عليه السلام.
لاوي(Lawi):
ومن ذريتِه قَهاد الذي حباهُ الله تعالى بأشهر أنبياء بني إسرائيل عليهِم السلام ألا وهما:
موسى عليه السلام وهارون عليه السلام؛ أما هارون عليه السلام فهو والد اليعاذر عليه السلام ومن ذرية اليعاذر إلياس عليه السلام.
يهوذا (Judah):
والذي من ذريته أشهر ملوك بني إسرائيل نبي الله داود عليه السلام صاحب الزبور ومن ذريته ملك الأرض نبي الله سُليمان عليه السلام الذي كان له من الأبناء: حبعهام ورحيعم.
رحيعم هو والد زكريا عليه السلام والذي كان له من الأبناء يحيي عليه السلام، أما عن حبعهام فهو والد عمران الذي أنجب مريم عليها السلام والتي ختم الله أنبياء بني إسرائيل بابنها عيسى بن مريم عليه السلام، ويحي وعيسي عليهما السلام هما أبناء الخالة الذين قابلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعراج في السماء الثانية.
الكلمات المِفتاحية (Keywords):
The elite of the elite, The prophets, peace be upon them, The difference between prophets and messengers, The first father of mankind Adam peace be upon him, The second father of mankind Noah peace be upon him, Father of the Prophets, Ibrahim peace be upon him, Joseph peace be upon him, Benjamin, Lawi, Judah.
صفوة الصفوة، الأنبياء عليهم السلام، الفرق بين الأنبياء والرُسلْ، أبو البشر الأول آدم عليه السلام، أبو البشر الثاني نوح عليه السلام، أبو الأنبياء، إبراهيم عليه السلام، يوسف عليه السلام، بنيامين، لاوي، يهوذا.